ومن القبائل التي تزرع الزقبة مع الدواغرة: الأخارسة، والبياضيين، والسماعنة، والسعديين.
وأما دركات القبائل على طريق العريش فهي: العيايدة من القنطرة إلى تل حبوة، فالمساعيد إلى بئر الدويدار، فالأخارسة إلى بئر النصف، فالعقايلة وبلي البررة وأولاد علي إلى سبخة قطية، فالقطاوية إلى بئر حجاج، فالبياضيين إلى بئر العبد من الجبل إلى البحر، فالدواغرة إلى الجنادل من الجبل إلى البحر، فالسواركة إلى الشيخ زويد، فالرميلات إلى رفح. (3-4) ملحقات قبائل سيناء
العبيد السود:
هذا وكان من عادة العرب قبل منع الاسترقاق اقتناء العبيد السود؛ لمساعدتهم على رعي السائمة وحرث الأرض، فتناسلوا بينهم، وما زال عدد كبير منهم في برية سيناء، وهم راضون بعيشتهم، ولكن البدو غير راضين عن منع الاسترقاق.
كنت يوما أحدث كهلا من الرميلات يدعى حسين سلامة، فلما استأنس بي قال: «بالله قل لي متى تنتهي حرية العبيد، فإن عندي عبدا غير راض عنه، وأريد أن أبيعه وأشتري بثمنه بعيرا»، قلت: لا نهاية لحرية العبيد، فقد أصبحوا أحرارا كالعرب، فإن كنت غير راض عن عبدك فأعتقه لوجه الله تعالى، فهز رأسه وقال: «إذن خليه!»
والعرب لا يزوجون السود ولا يتزوجون منهم، وإذا تزوج عربي بجارية سوداء عد نسله عبيدا، وعوملوا معاملة العبيد، والعادة عندهم أنه إذا زوج عربي بنته رجلا من غير قبيلته حق لعبده الكسوة من العريس، وتعرف عندهم «بالحدادة»، وهي «يا هدم شهير يا جمل ظهير»؛ أي إما ثوب ثمين من الجوخ، أو نحوه، أو جمل نشيط، وإذا لم يكن للعربي عبد حقت الكسوة لأقدم عبد في قبيلته.
الهتيم:
هذا ويسكن بادية العرب قبائل شتى مستضعفة، لا طاقة لها على حفظ كيانها، فتعيش في حمى القبائل القوية على جعل معلوم يسمونه «الخاوة»، وهم معروفون في البادية باسم «هتيم»، وهم كالسود في أن العرب لا يزوجونهم ولا يتزوجون منهم، وإذا تزوج أحدهم بهتيمية عيره العرب، وعدوا أولاده هتما، وإذا غنمت قبيلة من أخرى في الحرب وكان في غنيمتها مال لإحدى قبائل هتيم ردته إليها بلا تردد.
وأشهر قبائل هتيم في بادية العرب :
الشرارات: وقنيتهم الإبل، ولهم ولع بالصيد، وهم خبراء البادية؛ لأنهم أعرف أهل البادية بطرق المفاوز والقفار، حتى إن البدو أنفسهم يتخذون منهم الأدلة في أسفارهم البعيدة، وهم يسيرون على النجم، قيل ولهم مهارة عجيبة في الاستدلال على الطريق، حتى إنهم قد يعينون موقع مخيم من العرب بمجرد تغيير حرارة الهواء التي تسببها نار المخيم، والشرارات أقوى قبائل هتيم وأكثرها عددا، وكثيرا ما يأبون دفع الخاوة لحماتهم العرب، ويشهرون عليهم حربا، وأكثر الشرارات في بلاد نجد شرقي طريق الحج الشامية، وليس منهم أحد في جزيرة سيناء، ولكن لبدو سيناء علائق قديمة بهم يأتي ذكرها في باب التاريخ.
Shafi da ba'a sani ba