107

Tarihin Sina Da Larabawa

تاريخ سينا والعرب

Nau'ikan

وأما «النفيعات» فالراجح أنهم دخلوا بلاد الطور مع الصوالحة، فوجدوا الحماضة وبني واصل في ضعف، فاستولوا على البلاد واقتسموها فيما بينهم كما مر، واقتسموا أيضا غفر الدير ونقل الحجاج والسياح.

ثم جاء العليقات من بلاد الحجاز إلى الجزيرة، وحالفوا النفيعات، وصاروا معهم حزبا واحدا رئيسهم النفيعي، وسكن العليقات أولا جهة عين حدرة والنويبع، ثم حصل قحط في الجزيرة، فرحل النفيعات إلى مصر وسكنوا مديرية الشرقية في مركز الزقازيق، وحل محلهم في الجزيرة حلفاؤهم العليقات، وترك النفيعات في الجزيرة «بدنة» منهم يقال لها «السواعدة»، فسكنت مع العليقات إلى اليوم، ولا يزال للشيخ إبراهيم منصور عمدة النفيعات الحالي أملاك في أودية فيران والنصب وبعبعة من بلاد الطور، وفي بر قطية من بلاد العريش، وقد رأيت ذكرا للنفيعات في كتب الدير يرجع تاريخها إلى سنة 1001ه/1593م، وهم ينتسبون إلى نافع بن مروان بطن من ثعلبة طي من نجد الحجاز. (2-1) حرب الصوالحة والعليقات

وفي تقاليد الطورة أنه في زمن حكم الأنطوش في قلعة مدينة الطور، اختلف الصوالحة والعليقات على قسمة منافع البلاد ونقل الحجاج، فقامت بينهم حرب، واقتتلوا في واقعة عظيمة في «وادي الحمام» قرب مدينة الطور، كان النصر فيها للصوالحة، وقالوا في تفصيل ذلك: إن الصوالحة هاجموا العليقات ليلا، وكان سر الليل عندهم: «ادهك يا داهوك»، فكانوا يرددون هذه الكلمة بصوت عال؛ ليتعارفوا بها في الظلام، فمن لم يرددها علموا أنه عدو وقتلوه، قالوا: ولم ينج من جيش العليقات في تلك الواقعة سوى أربعين رجلا، فضعف حالهم وعجزوا عن حفظ مركزهم مع الصوالحة.

واتفق أنه في هذه الأثناء هاجر جماعة من مزينة من «قبيلة حرب» بالحجاز، وأرادوا التوطن في سيناء، ولما كانوا هم والصوالحة من أصل واحد سألوهم الإقامة معهم، فضرب الصوالحة عليهم جعلا قدره «نصفان» من الدراهم على كل بنت يزوجونها من بناتهم، فأبوا وحالفوا العليقات على أن يكون لكل قبيلة نصف منافع الجهة، ما عدا «منافع الدير» فإنها تبقى للعليقات وحدهم، فقوي بذلك العليقات وعادت الموازنة بينهم وبين الصوالحة كما كانت فهبوا لأخذ الثأر، قيل وقد ذهب واحد منهم بعد «واقعة الحمام» إلى مصر، فجلس على طريق سوق الخانكي ينادي:

عليقات يا عليقات يا أهل الرمك والنجادة

الطور غربي سربال ما عقب إلا النكادة

فأمدهم حلفاؤهم النفيعات بنجدة، فجيشوا جيشا كبيرا، وأرسلوا الجواسيس ترقب حركات الصوالحة، وكان الصوالحة قد ذهبوا لزيارة الشيخ صالح في واديه، وتقديم الذبيحة المعتادة له، ولما لم يكن عند القبة حطب كاف أتوا بالذبيحة إلى غابة الطرفاء التي إلى غرب الوطية، فذبحوا ناقتهم وأكلوا وناموا، وانتظر العليقات حتى استغرقوا في النوم، ثم انقضوا عليهم كالنسور وقتلوهم شر قتلة، قيل وكان سر الليل عند العليقات «افعص يا فاعوص.»

وبعد هذه الواقعة اجتمع كبراء الصوالحة والعليقات في بيت عربي في مصر يدعى «الودي»، وعقدوا صلحا على أن يعود كل فريق منهم إلى الأملاك التي كانت له قبل الحرب من نخيل ومزارع، وأن تعود منافع البلاد من خفر الدير (أي نقل الرهبان وأمتعتهم ونقل حجاج الدير)، ونقل حجاج مصر المسلمين الآتين بطريق الطور أو بطريق نخل على الإبل فتقسم بينهم بالسوية، حتى «الفيد» الذي يلفظه البحر إلى شطوط الجزيرة يقسم بينهم بالسوية، كما كان الحال بين الحماضة وبني واصل، ثم بين الصوالحة والنفيعات من قبلهم، ثم إن لكل من الفريقين نسبة معلومة تقسم بها المنافع بين قبائله، سنأتي على ذكرها تفصيلا في فصل خاص.

ولنتقدم الآن إلى ذكر قبائل سيناء الحاليين قبيلة قبيلة، مع ذكر أصولها وفروعها ومشايخها، وأشهر مراكزها في الجزيرة، فنقول: (3) سكانها الحاليون (3-1) قبائل بلاد الطور

يسكن بلاد الطور الآن قبائل: العليقات، ومزينة، والعوارمة، وأولاد سعيد، والقرارشة، والجبالية، ويطلق عليها كلها اسم «الطورة»، ويطلق على العوارمة وأولاد سعيد والقرارشة اسم الصوالحة، وقد يطلق اسم الصوالحة على العوارمة وحدهم.

Shafi da ba'a sani ba