Tarihin Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Nau'ikan
لا شك في أن السيدة ده بوهارني، التي كانت في عنفوان الصبا، لم تحجب في تلك الزيارة اللطافة والجواذب التي امتازت بها في أظرف مجتمعات العاصمة، فأثرت هذه الأدلة في نابوليون أيما تأثير، حتى إنه أصبح بعد ذلك يتوق إلى مواصلة علائقه معها فيصرف سهر لياليه في منزل جوزيفين.
كان يجتمع في منزل السيدة ده بوهارني بعض حكام هؤلاء الأشراف القدماء من غير أن يزعجهم وجود «رامي القنابل» الصغير بينهم، وعندما ينفض الجمع، كان يبقى بعض الخاصة من الأصدقاء، كالسيد ده مونتيسكيو المسن والدوق ده نيفرنه ليتحدثوا في خلوة بأمر البلاط القديم، أو «ليجولوا جولة في فرسايل».
لم تكن علاقة نابوليون بالسيدة ده بوهارني علاقة وهمية، بل إن أشد عوامل الحب كانت تتغلغل في روحه، وقد وقف سعادته للتزوج من تلك التي كان يعبدها، ثم تم هذا الزواج في التاسع من شهر آذار سنة 1796.
كانت عبدة سوداء قد تنبأت لجوزيفين بأنها ستصير ملكة، وكانت هذه تجد لذة في ذكر ذلك من غير أن تظهر على وجهها دلائل عدم التصديق، وجاء اقترانها ببونابرت خطوة أولى في تحقيق هذه النبوءة.
كان شيرير، قائد عام جيش إيطاليا قد عرض للخطر عسكرية الجمهورية وشرفها بعدم كفاءته العسكرية وفساد إدارته؛ فإنه ترك بين أنياب التلف جياده فماتت جوعا، وكان الجيش في عوز شديد، لا يملك حطاما، حتى عجز عن الثبات في نهر جنوا، فلكي يوقف مجلس الشعب هذا العوز الشديد أرسل إلى الجيش قائدا جديدا، كان هذا القائد، لحسن الحظ، الجنرال بونابرت الذي ناب ذكاؤه عن كل شيء.
ترك بونابرت باريس في الواحد والعشرين من شهر آذار سنة 1796 مخليا قيادة جيش الداخلية لقائد مسن يدعى هاتري، وعزم على أن يلج إيطاليا من الوادي الذي يفصل أواخر قمم الألب والأبنين، وأن يفرق الجيش الأوسترو ساردي مرغما الملكيين على صيانة ميلان، والبيمونتين على التكفل بعاصمتهم، وبلغ نيس في أواخر آذار، عندما استعرض الجنود لأول مرة قال لهم: «أيها الجنود، إنكم عراة، معدمون، وإنهم مدينون لنا بكثير ولا يستطيعون إعطاءنا شيئا، إن صبركم والشجاعة التي تبدونهما بين هذه الصخور لمن الغرابة بمكان عظيم، إلا أنهما لا يقلدانكم مجدا، ولقد جئت لأقودكم إلى أخصب أراضي العالم، سيكون تحت تصرفنا مقاطعات غنية ومدن كبيرة، وهناك، تتمتعون بالغنى والشرف والمجد، جنود إيطاليا! أتفتقرون إلى شجاعة؟»
فأثارت هذه الكلمات مكمن الحمية من صدور الجيش، وأعادت إليه الأمل المفقود، فاغتنم القائد العام هذه السانحة ليطلب من مشيخة جنوا بصوت مرتفع عبور البوكشيتا ومفاتيح كافي.
في الثامن من شهر نيسان كتب إلى مجلس الشعب يقول: «لقد وجدت هذا الجيش مشتت النظام، في حالة تمرد دائم فوق ما هو عليه من الفاقة، ولكن ثقوا بأن النظام والسلام سيستتبان في القريب العاجل ... وعندما تقرءون هذه الرسالة نكون قد قاتلنا»، ولقد جرى كل ما توقعه بونابرت وأكده.
كان الجيش العدو بقيادة الضابط الممتاز بوليو الذي كسب شهرة في مواقع الشمال، فعندما تناهى إليه أن الجيش الفرنسي، الذي كان يدافع بصعوبة قبل الآن قد أتيح له فجأة أن يتأهب بجسارة لعبور أبواب إيطاليا، أسرع بإخلاء ميلان وهرول إلى نجدة جنوا.
عندما استتب نابوليون في نوفي، التي كان فيها قواد جنوده، قسم جيشه إلى ثلاث فرق، وأنشأ منشورا أرسله إلى مجلس الشعب قال فيه: إنه سيجيب عليه ثاني يوم الحرب.
Shafi da ba'a sani ba