Tarihin Misra Tun Daga Fatan Usmani Har Zuwa Kafin Lokacin Yanzu

Cumar Iskandari d. 1357 AH
36

Tarihin Misra Tun Daga Fatan Usmani Har Zuwa Kafin Lokacin Yanzu

تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر

Nau'ikan

زوال ما كان للسلطان من القوة والنفوذ في مصر، على يد علي بك الكبير

كان «علي بك الكبير»

9

في أول نشأته مملوكا لإبراهيم بك السالف الذكر، فما زال يتقدم عنده لذكائه ومقدرته، حتى رقاه إلى رتبة «بك»، ومن ذلك الحين أخذ «علي بك» يعقد الآمال على أن يتقوى شيئا فشيئا حتى يصير يوما ما شيخا للبلد؛ فقضى ثمانية أعوام في شراء المماليك وتدريبهم، ولم يدخر في أثنائها وسعا في استجلاب مودة البيكوات الآخرين. وأخيرا تنبه شيخ البلد «خليل بك» إلى أفعاله، ورأى أن يقضي عليه قبل أن يستفحل أمره، فهجم عليه بجيوشه، فلم يقو عليه علي بك؛ فاضطر إلى الفرار إلى الصعيد، وهنالك التقى بكثير من الساخطين على خليل بك فانضموا إليه، وزحف الجميع على القاهرة، فدخلوها بعد أن انتصروا على خليل بك وأتباعه في عدة مواقع أظهر فيها علي بك مقدرة كبيرة؛ وبذلك تم له أمر شياخة البلد سنة (1177ه/1763م).

وكان سيده إبراهيم بك قد مات قتلا، فلما تولى علي بك شياخة البلد أمر بإعدام قاتله، فلم يرق ذلك في أعين بيكوات المماليك، وتألبوا عليه وألجئوه إلى الفرار إلى بيت المقدس، ثم وشوا به إلى السلطان، فأمر بطلبه إلى الأستانة، فاحتمى بأمير عكاء، فسعى هذا له لدى الباب العالي وأظهر براءته، فثبته السلطان في منصب شيخ البلد، فرجع إلى القاهرة وتسلم زمام الأمور بها مرة أخرى.

ولما استتب له الأمر سهر على إصلاح البلاد وتوطيد السكينة بها، ورأى أن يكثر من أتباعه كي يأمن غوائل المستقبل، فرقى ثمانية عشر من المماليك إلى رتبة البيكوية، ليكونوا هم وحاشيتهم أنصارا له إذا احتاج إلى مساعدتهم.

ثم طمحت نفسه إلى الاستقلال بمصر، فشرع يعمل على ذلك سرا وينتهز له كل فرصة.

ولما نشبت الحرب بين الدولة والروسيا في سنة (1182ه/1768م) طلب الباب العالي من مصر أن تمده باثنى عشر ألف مقاتل، فأذعن علي بك لمطالب الدولة، وشرع في جمع الجيش، ولكن الدولة شكت في إخلاصه، واعتقدت أنه يجمع هذا الجيش لمساعدة الروسيا عليها لتساعده على الاستقلال بمصر؛ فأرسلت بكتاب إلى الوالي بمصر تأمره فيه بقتل علي بك.

وكان لعلي بك عيون بالأستانة، فبادروا بتبليغه الخبر قبل وصول الكتاب إلى مصر؛ فتربص لحامل الكتاب وقتله قبل أن يصل إلى الوالي، ثم أعلن للمماليك أن الدولة أرسلت في هذا الكتاب أمرا إلى الوالي بذبح جميع المماليك. وكان «علي بك» خطيبا مؤثرا، فأثار حمية المماليك، ونفرهم من الباب العالي، وذكرهم بمجد سلاطين المماليك الأقدمين، وأن الدولة تريد القضاء على هذا المجد، وعليهم أنفسهم؛ فأوقد النار في قلوبهم، وقر قرارهم على خلع الباشا وإخراجه من مصر في الحال، والدفاع عن استقلال البلاد. ثم أعلن استقلال مصر وامتنع عن دفع الجزية للباب العالي سنة (1183ه/1769م).

ولاشتغال الدولة بمحاربة الروسيا لم تقدر على الالتفات إليه؛ فانتهز علي بك هذه الفرصة لتوطيد ملكه بمصر، ثم أرسل جيشا لفتح بلاد العرب، فاستولى على «جدة» لتكون له مركزا للتجارة الهندية وموضعا يراقب منه ملاحة البحر الأحمر، ولم يلبث أن أخضع باقي جزيرة العرب، وفي ذلك الحرمان الشريفان.

Shafi da ba'a sani ba