Tarihin Masana'antar Kwaikwayo a Duniyar Larabawa: Karni na Sha Tara
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Nau'ikan
أما تلقي صنوع التعليم في أوروبا من قبل هذا الأمير، وعمله بعد رجوعه كمدرس بالمهندسخانة يتناقض مع جزء من مذكرات صنوع المنشورة في صحفه بباريس، عندما قال في عام 1899 تحت عنوان «زهرة من تاريخ وطني الغالي ونبذة من ترجمة حالي»: «... دخلت في مبادئ أمري مدرسة المهندسخانة المشهورة، واقتبست من معلميها الفنون والآداب على أجمل صورة. ومنها انتقلت إلى مدرسة إنكليزية فتحوها بمصر البروتسطان، أتقنت فيها لغة المستر بول الخمران. وتعلق بعد ذلك طالعي بالأسفار، فسرت إلى إيطاليا، وتعلمت لغتها من نثر وأشعار. وعدت وعمري خمسة عشر إلى مصر المحروسة، فوجدتها بولاية سعيد باشا مأنوسة.»
85
وفي هذا الجزء المنشور يعترف صنوع أن سفره لإيطاليا كان من قبل الهواية، ولا دخل للأمير فيه، بل إنه كان تلميذا بالمهندسخانة لا أستاذا بها. والدليل على أنه لم يمارس أية وظيفة حكومية - خصوصا وظيفة مدرس بالمهندسخانة - هو عدم وجود اسمه في قائمة ملفات موظفي الحكومة المصرية في ذلك الوقت، على الرغم من وجود ملف لفراش بالمهندسخانة، لمجرد أنه موظف!
86
جزء من مذكرات صنوع المنشورة في صحفة بباريس.
ومن الممكن أن يقول قائل: إن عدم وجود ملف وظيفي لصنوع، راجع إلى نفيه من مصر من قبل الخديو - كما زعم صنوع في مذكراته كما سنبين ذلك فيما بعد - وهذا أدى إلى شطب اسمه من قائمة الموظفين. والرد على هذا الاحتمال، يتمثل في أن الموظفين المنفيين، لا تشطب أسماؤهم مهما كان الأمر. وأكبر دليل على ذلك وجود الملف الوظيفي للزعيم أحمد عرابي، وأيضا ملفات جميع أعوانه من المصريين المنفيين.
87
وإذا سلمنا بأقوال صنوع بأنه عاد من إيطاليا - عام 1854 لأنه ولد في عام 1839 - وعمل مدرسا بالمدارس المصرية، خصوصا المهندسخانة في عهد سعيد باشا، سنجد أن هذا القول أكبر دليل على كذب صنوع في مذكراته! لأنه اختار أسوأ فترة تاريخية مرت على مصر في نظامها التعليمي، ليقحم اسمه ضمن مدرسيها، وهي فترة تولي سعيد باشا الحكم. وفي ذلك يقول عبد الله النديم عن سعيد باشا: «ألغى ديوان المدارس ومنع إرسال تلامذة لأوروبا وأقفل جميع المدارس ولا ندري أي شيء حمله على ذلك وهو ابن المعارف والآداب وقد ذاق لذة العلوم.»
88
وفي تفصيل أكثر يقول جاك تاجر: «... أما سعيد باشا فإنه ألغى ديوان المدارس في السنة التي تولى الحكم فيها أي سنة 1854، كما ألغى المهندسخانة ... وفي السنة التالية ألغى مدرسة المفروزة ومدرسة الطب بقصر العيني ... [و] لم يفكر مطلقا في إعادة ديوان المدارس؛ مما يدل على إصراره على عدم تنشيط التعليم في البلاد.»
Shafi da ba'a sani ba