Tarihin Masana'antar Kwaikwayo a Duniyar Larabawa: Karni na Sha Tara
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Nau'ikan
ولم يبق أمام صنوع - لإثبات ريادته للمسرح العربي في مصر - إلا أن يضع بعض الأحداث الثانوية في تاريخه المسرحي لإيهام القراء بهذا التاريخ. وذلك عندما وضع تاريخه في قالب درامي تحت عنوان «موليير مصر وما يقاسيه»، وهي المسرحية الوحيدة المطبوعة له باللغة العربية في لبنان عام 1912. وفي مقدمتها قال: «... الآن رخصوا لي أن أقص عليكم يا كرام، ما قاسيته في إنشاء التياترو اللي أسسته منذ أربعين عام، على أيام إسماعيل اللي في ذلك الزمان. كنت عنده من أعز الخلان. تارة تضحكوا، وتارة تبكوا. وتارة تشكروا، وتارة تشكوا. من الرواية الآتي شرحها يا حضرة القاري، ترسو على حقيقة التياترو العربي وكيفية أفكاري. الرواية دي أمام ذواتنا الكرام، صار لعبها ليلاتي مدة شهرين تمام. حتى إن أذكى الشبان على ظهر قلبهم حفظوها. وعملوا عليها سهرات وأمام أحبابهم لعبوها.»
12
وعندما ذكر صنوع أشخاص المسرحية، قال عن نفسه: «جمس: منشئ ومؤسس التياترو العربي عام 1870 ميلادية.» وهذا التاريخ هو أول تاريخ يثبته صنوع لإنشاء مسرحه. أما المسرحية فهي سجل لتاريخه المسرحي. ومن هذا التاريخ يعلم القارئ - بالإضافة إلى ما سبق - أن يعقوب صنوع مثل أمام الخديو في قصر النيل، كما عرض بعض رواياته في مسرح الكوميدي الفرنسي بالأزبكية، وأعطاه الخديو مسرح حديقة الأزبكية مجانا، وأن مسرحه دام سنتين، واضطهده علي باشا مبارك ورفته من وظيفته كمدرس بالمهندسخانة، وحقد عليه درانيت باشا مدير الأوبرا. أما أسماء مسرحياته فمنها: الحشاش، البربري، البورصة، أبو ريضة البربري، الصداقة، القواص وشيخ البلد وراستور.
13
هذه هي الخطوط الرئيسية لمجمل تاريخ صنوع المسرحي، كما سرده بنفسه. ذلك التاريخ الذي توارثه النقاد والكتاب جيلا بعد جيل، منذ وفاة صنوع 1912، حتى وقتنا الحاضر. لدرجة أن أي ناقد أو كاتب، لا يستطيع أن يكتب عن بدايات المسرح العربي في مصر، دون ذكر ريادة صنوع المسرحية التي بدأت في عام 1870. هذا هو الواقع ... ولكن هناك حقيقة غائبة تعصف بهذا الواقع الراسخ في تاريخ المسرح المصري. وللوصول إلى هذه الحقيقة يجب علينا الرجوع إلى المصادر والمراجع، التي أرخت للحركة المسرحية المصرية منذ عام 1870، لنتعرف على حقيقة نشاط صنوع المسرحي. (2) صنوع وتاريخ المسرح المصري
تعتبر مجلة «وادي النيل»، أول دورية مصرية اهتمت بالنشاط المسرحي في مصر. وإذا تتبعنا أقوال هذه المجلة منذ عام 1870 - أي منذ بداية نشاط صنوع المسرحي - سنجدها تتحدث عن تفاصيل دقيقة لهذا الفن، منها على سبيل المثال مقال للناقد «محمد أنسي»، نشرته المجلة في فبراير 1870 عن عرض مسرحية «سميراميس» بالأوبرا الخديوية، قال فيه: «... وحضرها جم غفير وقوم كثير من التجار الأوروباويين والأهالي المصريين، ولا سيما من حضرات الباشوات والبكوات وغيرهم من غواة التياترات. وبذلك علم أن ذوقية الملاعب التياترية قد أخذت في الانتشار بالديار المصرية، في هذه الحقبة العصرية. وهي بدعة حسنة، وطريقة للتربية العمومية مستحسنة، من حيث ما يترتب عليها من تفتيق الأذهان، وتصوير أحوال الإنسان للعيان. حتى تكتسب فضائلها، وتجتنب رذائلها، إلى غير ذلك من الفوائد الجميلة، والعوائد الجليلة. ويا ليته يحصل التوفيق لتعريب مثل هذه التأليفات الأدبية وابتداع اللعب بها في التياترات المصرية باللغة العربية، حتى ينتشر ذوقها في الطوائف الأهلية؛ فإنها من جملة المواد الأهلية التي أعانت على تمدين البلاد الأوروبية، وساعدت على تحسين أحوالهم المحلية.»
14
وبناء على هذا القول نتساءل: لماذا يتمنى كاتب هذا المقال وجود مسرح مصري يعرض المسرحيات باللغة العربية؟ ألم يكن صنوع موجودا في هذا التاريخ، تبعا لأقول صنوع نفسه ومن كتب عنه، أنه بدأ نشاطه المسرحي عام 1870! بل إن هذا العام في تاريخ صنوع له أهمية خاصة؛ لأنه عام بداية نشاطه المسرحي!
ومن الملاحظ أن هذا التمني من قبل الناقد، يجعلنا نشك في عدم وجود صنوع كمسرحي في هذا الوقت؛ لأن الناقد «محمد أنسي» - هو ابن أبي السعود أفندي معرب أوبرا عايدة - من المهتمين بالكتابة والترجمة المسرحية، عندما مارسها في جريدة «روضة الأخبار» في عام 1878. أي لا يستطيع هذا الناقد المسرحي إنكار يعقوب صنوع كمسرحي سابق عليه، بل إن يعقوب صنوع نفسه كان على علاقة بمحمد أنسي، بدليل أنه كتب عنه في صحفه.
15
Shafi da ba'a sani ba