Tarihin Masana'antar Kwaikwayo a Duniyar Larabawa: Karni na Sha Tara
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Nau'ikan
وأما ما أضيف إلى هذه اللعبة التياترية من الزيادة لتشويق المتفرجين وابتهاج المبتهجين، فقطعة الرقص المسماة بقطعة حاوية الثعبان. وهي عبارة عن أن جماعة من رقاص التياترو تزيوا بزي الحبشة «في قديم الزمان»، وآخرون بزي الغوازي المصريات، ورقصوا جميعا كرقص العوالم البلديات تماما بتمام، حتى ظن الحاضرون أنهن رقاصات بلديات. وجاءت راقصة أخرى وهي المسماة بحاوية الثعبان وبيدها ثعبان حقيقي، وأبدت معه من أنواع الرقص وفنون الملاعيب ما يعد في الواقع ونفس الأمر من الصنع العجيب والبدع الغريب. حتى عجب لذلك سائر المتفرجين وخرجوا مبهوجين (توقيع: محمد أنسي).»
48
وأهمية هذا الملخص، يتمثل في: أولا: أنه أول ملخص منشور عن عرض من عروض الأوبرا في ذلك الوقت؛ مما يعكس لنا نظرة الصحف والأدباء لهذا الفن، هذا بالإضافة إلى أن فائدة التمثيل - في نهاية الملخص - جاءت بنفس المفهوم الحضاري الذي ننادي به الآن. ثانيا: تمني المجلة تعريب نصوص المسرحيات المعروضة في الأوبرا لاكتمال الفائدة. والحقيقة أن هذا التعريب جاء بعد ذلك بقليل وتحديدا في عام 1871، عندما عرب أبو السعود - صاحب المجلة - أوبرا عايدة. ثالثا: ذكر الآثار الإيجابية المترتبة على مشاهدة المسرحية، حيث ذكرت المجلة العبرة المستفادة من مشاهدة هذه الأوبرا. رابعا: الإتيان بالوصف التفصيلي للاستعراض الراقص في الأوبرا، وهذا الوصف يعد أيضا أول وصف لاستعراض مسرحي منشور في مصر. خامسا: اسم الأديب محمد أنسي محرر هذا الجزء، وهو نجل أبي السعود صاحب المجلة، وكان من الأدباء المترجمين في هذا العصر، وأمله الذي لم يتحقق في ترجمة المسرحيات المعروضة في الأوبرا بمجلة «وادي النيل»، استطاع تحقيقه في مجلة «روضة الأخبار»
49
بعد ذلك عام 1878، عندما ترجم الروايات الفرنسية.
وبنفس الأسلوب السابق، قامت المجلة بنشر عرض شامل لملخص ونقد أوبرا «فاوست» لجوته، التي عرضت بالأوبرا. والجديد في هذا الملخص أن الذي كتبه لم يكن أبا السعود أو ابنه محمد أنسي، كما سبق، بل كان «بيريت» أحد النقاد الأجانب، وأرسله إلى المجلة فنشرته في 4 / 3 / 1870.
50
ومن الجدير بالذكر أن النشر تم بصورة مطولة جدا، يصعب إدراجه هنا بأي حال من الأحوال، إلا أن قيمته تتمثل في أن قصة فوست لجوته عرفها الشعب المصري منذ عام 1870، وهذا التوثيق يخالف اعتقادنا بأن هذه القصة دخلت مصر عن طريق ترجمتها في عام 1929 من قبل محمد عوض. علما بأنها عرضت في الأوبرا مرة أخرى في عام 1886 عن طريق جوق بوني وسوسكينو.
51
أما عن آخر عرض بالأوبرا الخديوية في موسمها الأول فكان في 15 / 4 / 1870 بعرض مسرحية «الملكة كرينولين»، وفي ذلك تقول المجلة: «قد كانت ليلة الجمعة الماضية آخر ليلة لعب فيها في ملعب التياترو بمصر القاهرة اللعبة المشهورة باسم «الملكة كرينولين» وبها اختتام موسم التياترو في هذا العام. وعسى أن يسعى من عام قابل في الاستعداد لإجراء هذه التصويرات اللعبية باللغة العربية، حتى يطلع على هذه البدعة الأدبية الجديدة ويتمتع بهذه المتعة العصرية المفيدة من سائر أهل مصرنا الخواص والعوام .»
Shafi da ba'a sani ba