Tarihin Masana'antar Kwaikwayo a Duniyar Larabawa: Karni na Sha Tara
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Nau'ikan
سليم خليل النقاش.
ففي أوائل عام 1875 حضر سليم إلى القاهرة، وشاهد أحد العروض باللغة الإيطالية في الأوبرا الخديوية، وكان عرض أوبرا عايدة، ولاحظ اهتمام الخديو بها. وعندما عاد إلى بيروت فكر في إدخال هذا الفن إلى مصر باللغة العربية، وعلى الفور قام بتعريب عايدة وطبعها ببيروت في 25 / 4 / 1875.
وبسبب علم سليم - مسبقا - أن الخديو إسماعيل معجب كل الإعجاب بهذه الرواية، نجده يوجه إهداءها له من خلال قصيدة مدح طويلة، ثم قطعة نثرية طويلة أيضا منها هذا القول: «... أي فخر أتمناه لروايتي وأي فوز عظيم، أكثر من تصديرها باسمكم الكريم! وحسبي يا مولاي فيكم نصيرا مجير، فنعم المولى ونعم النصير. ولا عجب أن عد قليل حسنها كثير؛ فقد حوت ذكر مصر القديم وتصدرت بذكر مجد أكبر. ولا غرو بذلك فالشيء بالشيء يذكر. بيد أن مجدكم لم يبق لسواكم ذكرا، ولا لمفاخر فخرا. فقد حويتم من سامي الصفات والمناقب، ما لو صرفت العمر بوصفه لا أقوم بالواجب. وكيف لا يمدحكم اللسان ويهيم في شكركم الجنان، وقد عم ذاكم كل قاص ودان؟! أم كيف لا أسجع في مدح جودكم المطلق ...»
1
وفي المقدمة، وبعد أن شرح فائدة تعريب المسرحيات، تحدث عن سبب تعريبه لهذه المسرحية قائلا: «... ولما أبلغت أن هذه الرواية تروق بأعين مولاي الداوري الأفخم خديو مصر المعظم رأيت أن بها وسيلة طالما تمنيتها لتقديم خدمة لذاته الكريمة التي ملأت الأقطار بأفضالها العميمة، فرغبت في تعريبها ...»
2
ومن المؤكد أن ما جاء في الإهداء والمقدمة، كان سببا مباشرا في حصول سليم للترخيص اللازم له لإدخال الفن المسرحي باللغة العربية في مصر. ولكي يضمن عطف الخديو وكبار الأعيان، قام بطبع رواية «مي» لأول مرة ببيروت في عام 1875 أيضا - وكان قد ألفها في عام 1868 - ووجه إهداءها إلى أحد الأعيان المصريين، وهو الخواجا أنطونياديس بالإسكندرية قائلا له: «مولاي ... إن في إهداء روايتي هذه إلى جنابكم لفوزا ورفعة لها فإن ظفرت لديكم بالقبول وهو أعظم مسئول كنت بالغا فوق ما تمنيت ويكفيني بها نجاحا أن تروق في أعين من يعطي الأشياء استحقاقها، ومن حوى من سعة الفضل والمعرفة ما لا ينكره أحد سواه فأرجو قبولها والالتفات إليها وحسبي ذلك فخرا.»
3
غلاف مسرحية عائدة.
غلاف مسرحية مي.
Shafi da ba'a sani ba