ومنهم ابنه محمد شاه استقضي ببروسة.
ومنهم ابنه يوسف وكان مدرسا.
ومنهم المولى محمد بن بشير، وكان من مدرسي بروسة.
ومنهم المولى شرف الدين بن كمال القريمي.
ومنهم المولى سيد أحمد بن عبد الله القريمي ومات بالقسطنطينية بعد فتح السلطان محمد الثاني لها.
ومنهم السيد علاء الدين السمرقندي وكان عالما ثم مال إلى التصوف.
ومنهم أحمد بن إسماعيل الكوراني كان فقهيا أصوليا ارتحل إلى القاهرة وأجازه ابن حجر في الحديث وجاء الكوراني إلى بلاد الروم فأجله السلطان مراد الثاني وأعطاه مدرسة جده مراد الأول في بروسة ثم مدرسة جدا بايزيد بلدوم في بروسة أيضا. روى صاحب «الشقائق النعمانية» أن الأمير محمد بن السلطان مراد - وهو الذي صار فيما بعد السلطان محمد الفاتح - كان أرسل إليه والده عدة من المعلمين ليعلموه فلم يمتثل أمرهم ولم يقرأ شيئا، حتى إنه لم يختم القرآن، فطلب السلطان مراد رجلا ذا مهابة وحدة ليتمكن من تعليم ابنه، فذكروا له المولى الكوراني فجعله معلما لولده، وأعطاه بيده قضيبا يضربه إذا خالف أمره، فذهب إليه والقضيب بيده فقال له: أرسلني والدك للتعليم وللضرب إذا خالفت أمري. فضحك السلطان محمد من هذا الكلام، فضربه به المولى الكوراني في ذلك المجلس ضربا شديدا حتى خاف منه السلطان محمد، وختم القرآن في مدة يسيرة، ففرح بذلك السلطان مراد، وأرسل إلى المولى الكوراني أموالا عظيمة، ثم إن السلطان محمد خان لما جلس على سرير السلطنة بعد وفاة أبيه عرض على الكوراني الوزارة فلم يقبل وقال له: إن من في بابك من الخدام والعبيد إنما يخدمونك لأن ينالوا وزارة آخر الآمر، وإذا كان الوزير من غيرهم تنحرف قلوبهم عنك فيختل أمر سلطتك. فاستحسنه السلطان محمد وعرض عليه قضاء العسكر فقبله، ولما باشر أمر القضاء أعطى التدريس والقضاء لأهلها من غير عرض على السلطان، فأنكره السلطان ولكن استحيا من أن يظهره له، فشاور الوزراء فأشاروا على السلطان بأن يقول له: سمعت أن أوقاف جدي في بروسة قد اختلت فلا بد من أن تداركها. فلما قال له السلطان هذا الكلام قال الكوراني: إن أمرتني بذلك أصلحها، فقال السلطان: هذا يقتضي زمانا مديدا، فقلده قضاء بروسة من توليه الأوقاف، فقبل الكوراني وذهب إلى بروسة، وبعد مدة أرسل السلطان إليه واحدا من خدامه بيده مرسوم السلطان وضمنه أمرا يخالف الشرع، فمزق الكتاب وضرب الخادم، فاشمأز السلطان لذلك فعزله ووقع بينهما نفور، فارتحل المولى الكوراني إلى مصر وسلطانها يومئذ قايتباي ، فأكرمه غاية الإكرام، ثم إن السلطان محمدا الفاتح ندم على ما فعله، فأرسل إلى السلطان قايتباي يلتمس منه أن يرسل المولى الكوراني إليه فحكى السلطان قايتباي ذلك للكوراني وقال له: لا تذهب إليه فإني أكرمك فوق ما يكرمك هو. قال الكوراني: نعم هو كذلك إلا أن بيني وبينه محبة عظيمة كما بين الوالد والولد، وهذا الذي جرى بيننا شيء آخر، وهو يعرف أني أميل إليه بالطبع، فإن لم أذهب إليه يفهم أن المنع من جانبك فيقع بينكما خلاف. فاستحسن السلطان قايتباي هذا الكلام وأعطاه مالا جزيلا وهيأ له أسباب السفر، وأرسل معه هدايا إلى السلطان محمد، فلما جاء إلى القسطنطينية ولاه السلطان قضاء بروسة ثانية سنة 863 ثم قلده منصب الفتوى وعاش في كنف حمايته عيشا رغدا، وصنف تفسيرا للقرآن العظيم سماه «غاية الأماني في تفسير السبع الثاني» عقب فيه على العلامتين الزمخشري والبيضاوي وشرح البخاري وسماه ب«الكوثر الجاري علي رياض البخاري» وله تصانيف أخرى، وكان قوالا بالحق، وكان يخاطب الوزير والسلطان باسمه، وكان إذا لقي السلطان يسلم عليه ولا ينحني له، ويصافحه ولا يقبل يده، ولا يذهب إليه يوم عيد إلا إذا دعاه، وكان رحمه الله ينصح للسلطان محمد الفاتح فيقول له: إن مطعمك حرام، وملبسك حرام، فعليك بالاحتياط. فاتفق في بعض الأيام أنه أكل مع السلطان فقال له السلطان: أيها المولى أنت أكلت أيضا من الحرام! فقال: ما يليك من الطعام حرام، وما يليني منه حلال. فحول السلطان الطعام، فأكل المولى فقال السلطان: أكلت من جانب الحرام؟! فقال المولى: نفد ما عندك من الحرام، وما عندي من الحلال، فلهذا حولت الطعام. وتوفي الكوراني سنة 893 في القسطنطينية.
ومنهم المولى مجد الدين، صار قاضي عسكر في زمان الفاتح.
ومنهم المولى خضر بك بن جلال الدين، أعطاه السلطان محمد مدرسة جده في بروسة، وكان علامة يلقب بجراب العلم.
ولما فتح محمد الفاتح القسطنطينية جعله قاضيا فيها، وهو أول قاض بتلك العاصمة، وتوفي فيها ودفن في جوار أبى أيوب الأنصاري عليه رحمه الله.
Shafi da ba'a sani ba