Tarihin Motsin Kasa a Misira Ta Da
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Nau'ikan
قال: «إلى أخي وصهري الذي يحبني وأحبه أمنحوتب الثالث الملك المعظم وفرعون مصر.
من دشراتا الملك العظيم أخيك وحميك الذي يحبك، أنا في صحة جيدة، لعلك أنت كذلك، وكذا منزلك وأختي وسائر زوجاتك وبناتك وعجلاتك وخيلك، وكبار رجالك وأرضك وكل ممتلكاتك، لعلكم جميعا بخير. كان آباؤك قديما على أوفق وئام مع آبائي، لكنك قويت تلك الرابطة عما كانت عليه كثيرا. حقيقة كنت صديقا حميما لوالدي، وتجاذبنا أطراف الصداقة معا، لكنها الآن أشد مما كانت عشر مرات، لعل المعبودات تزيد من ودنا هذا على توالي الأيام، ولعل المعبودة «تشوب» (معبودة مملكة ميثاني) والمعبود آمون يحافظان على هذا الود كما هو الآن، لما حضر إلي رسول أخي المدعو «ماني» قائلا إنك تخطب كريمتي لتكون ملكة على مصر، لم أتجاسر على تكدير قلب أخي، بل استمررت على أداء ما هو واجب نحو صداقتنا، وتنفيذا لرغبتك يا أخي أرسلتها مع «ماني» الذي سر جدا برؤيتها، فإذا وصلت إلى أرضك يا أخي أتعشم أن المعبودة «عشتار» والمعبود آمون، يجعلانها محبوبة ومقبولة لديك. لقد أحضر لي رسولي «جيليا» خطابك يا أخي، ولما قرأته فرحت فرحا جزيلا حتى إنني قلت وقتئذ إذا فرضنا أن صداقتنا ذهبت، فإن هذه الرسالة ستجعلني أثابر على الود لك الآن، وكتبت لك يا أخي قائلا: أما من جهتي فإننا سنكون أعز أصدقاء وأوفى أخلاء، ثم سألتك يا أخي أن تقوي صداقتنا أكثر عشر مرات مما كانت عليه أيام آبائنا، ولقد طلبت منك يا أخي مقدارا كبيرا من الذهب قائلا: أرسل لي يا أخي أكثر مما كان يرسل لوالدي من قبل، لقد كنت ترسل لوالدي كميات كبيرة من الذهب، أما الذي أرسلته فعبارة عن قرص من الذهب يظهر أنه مخلوط بنحاس؛ لذلك أرسل لي يا أخي كميات كبيرة من الذهب بلا حساب، وليكن مقداره أكثر من الذي كنت ترسله لوالدي؛ لأن الذهب في أرضك يا أخي كثير كالتراب.»
15
فمملكة ميثاني في شمال العراق ربطتها بمصر روابط التحالف والود والمصاهرة، ولكن مملكة الحيثيين بالأناضول ناصبتها العداء، فاستنجد ملكها بمصر فأمده أمنحوتب الثالث بنجدة ساعدته، فحنق ملك خيتا (الحيثيين) على مصر وألب عليها عناصر الشغب في سورية.
وفي آخر عهده ظهرت بوادر الهجوم من جانب «الحيثيين» فلم يذهب إليهم على رأس جنده؛ ليرد هجومهم كما فعل تحوتمس الثالث وأمنحوتب الثاني وتحوتمس الرابع، بل اكتفى بإرسال جيش لمحاربتهم.
وكان أمنحوتب الثالث متراخيا في شئون الدولة العليا، فتخلخل الحكم المصري في آسيا، وظهرت المؤامرات في سورية يدبرها أمير قادش وملك خيتا (الحيثيين).
ولم يكن ميالا إلى الحرب والهيجاء، وركن إلى حياة الدعة والاستمتاع.
وتوفي بعد أن حكم البلاد نحو ست وثلاثين سنة.
وبعد وفاته خلفه ابنه أمنحوتب الرابع (إخناتون) من زوجته «تي»، وكان قد اشترك في الملك مع أبيه أمنحوتب الثالث عدة سنين قبل وفاته.
الفصل السابع
Shafi da ba'a sani ba