Tarihin Fasaha da Hotuna Mafi Shahara
تاريخ الفنون وأشهر الصور
Nau'ikan
وبوفاة ماسيس يختم العصر الأول للمدرسة الفلمنكية، وهو عصر الاستقلال والابتعاد عن إيطاليا وتقاليدها البيزنطية الضعيفة، أما الرسامون الفلمنكيون بعده فقد تأثروا بإيطاليا مثل «مابوز» الذي ولد سنة 1472 ومات سنة 1535، فإنه أدخل الطريقة الإيطالية بعد أن زار إيطاليا وعرف هناك دافنشي، وأحسن ما خلقه من الرسوم صورة «مرجريت تودور» التي ترى للآن في ادنبرج في إسكوتلاندة.
الفصل السابع
نجوم النهضة
دافنشي. أنجلو. رفائيل
من يقرأ حياة دافنشي بتفاصيلها الصغيرة يمكنه أن يمثل في ذهنه تلك الاضطرابات الذهنية التي أصابت الناس في عصر الانتقال من القرون الوسطى إلى القرون الحديثة، نعني بذلك الزمن الذي عاش فيه دافنشي بين ميلاده سنة 1452 ووفاته سنة 1519.
ففي حياة دافنشي رأت أوروبا دخول الأتراك إلى القسطنطينية، وهزيمة المسيحيين أمام المسلمين، كما رأت اكتشاف أميركا، وفي كلتا الحادثين ما يدفع إلى التفكير، ووضع العقل فوق النقل، والرأي فوق العقيدة، والشك مكان اليقين.
ويمثل دافنشي عصره، لأنه عبقري أحاط في دراسته وهمومه الذهنية بطائفة كبيرة من العلوم والفنون كأنه كان يجوع إلى التجارب والمعارف، فكان رساما كما كان مثالا يصنع التماثيل، وكان عالما أدرك بذهنه أن جبال الألب كانت تحت الماء، وكان يدرس الرياضة درس الهوى والتعلق والشغف، وكان لا يكف عن التجارب الجديدة حتى صنع مرة طيارة، ولم يمنعه من الاستمرار في تتميم اختراعها إلا حماسة تلاميذه الذين خشي عليهم من اقتحام الهواء، وكان يخترع آلات الحرب وأدوات السلم، وكان موسيقيا ماهرا، ومع ذلك وضع أحسن كتاب في زمنه عن التشريح، قال عنه فسارى:
يحدث أحيانا أن السماء تهب أحد الأشخاص من الجمال والنعمة والقدرة بحيث أن كل ما يعمله يبلغ من الروعة الإلهية أن يسبق جميع ما يعمله سائر الناس، ويثبت بوضوح أن عبقريته إنما هي هبة من الله وليست اكتسابا بالحذق الإنساني، وقد رأى الناس هذا في ليوناردو دافنشي الذي لا يمكننا مهما فعلنا أن نبالغ في جماله الشخصي، والذي كان له من القدرة الخارقة ما كان يستطيع به أن يحل أية معضلة تعترضه.
ولم يبالغ فسارى في هذا الوصف فقد كان دافنشي موهوبا، يجمع إلى قوة جسمه التي كان يمكنه بها أن يلوي نعل الفرس بيده، جمال طلعته ورقة نفسه، حتى ذكر عنه أنه كان يشتري العصافير من التجار ثم يطلقها في الهواء.
وقد أرسله أبوه إلى المدرسة، ولكنه «كان يدرس عدة أشياء ثم يتركها»، ومع ذلك كان مع نزقه هذا يلزم شيئا لا يتركه وهو الرسم، فأخذه أبوه إلى الرسام «فروشيو» لكي يتتلمذ عنده، ويحكى أن فروشيو هذا كان يعمل في إتمام صورة كبيرة تمثل «يوحنا المعمدان» وهو يعمد المسيح، وكان قد كلف بعمل صورة أخرى، فاضطر للسرعة أن يكلف دافنشي بأن يرسم على الصورة أحد الملائكة، وقام دافنشي بهذا العمل، وكان الملك الذي رسمه خيرا من الملائكة التي رسمها أستاذه، فلما عاد فرشيو تعجب لهذه العبقرية التي تفجرت من هذا التلميذ، ولكنه في الوقت نفسه تأسف لأن تلميذا لم يدرب يجيد الرسم أكثر منه، ويقال إنه من ذلك الوقت لم يتناول الريشة وقصر نفسه على نحت التماثيل.
Shafi da ba'a sani ba