============================================================
ذكر يونس عليه السلام تعالى وهل شرب من لبنك فقالت: نعم، باذن الله تعالى وشهدت له وقالت: إنه شرب من لبني وأمرني أن أشهد لك، ثم جاء إلى الصخرة واستشهدها فشهدت له كذلك وقالت: إنه كان جالسا علي فانحدر القوم في الوادي فإذا هم بيونس قائما تحت شجرة يصلي فرفعوا أصواتهم بالبكاء وأتوا به إلى مدينتهم وأنزل الله تعالى عليهم البركة من السماء، وأخرج لهم بركات الأرض وجمع الله تعالى ليونس أهله وولده فأقام فيهم وعلمهم الشرائع والسنن ثم سأل الله تعالى أن يأذن له في السياحة والعبادة، فأذن له فخرج وخرج معه الملك وسلم ملكه إلى الراعي وقال له: أنت خيرنا وسيدنا فخرجا ولم ير يونس بعد ذلك ولا الملك، والله أعلم. قال كعب الأحبار وإن يونس لحق بالعبادة ولم يجامع جماعة الناس بعد ذلك وكان شعيا النبي تلميذ يونس فلما حضرته الوفاة أمره يونس أن يرجع إلى بني إسرائيل حتى يأتيه أمر الله تعالى ثم إن الله تعالى أوحى إليه بعد ذلك على ما سنذكره إن شاء الله تعالى قال هذه إحدى الروايتين في قصة يونس وروي عن ابن عباس من وجه آخر آن يونس كان يسكن فلسطين فغزاهم ملك نصيبين وكان رجل يسمى تغلب فسبى منهم آناسا وذهب بهم إلى أرضه فبقوا في الأسر مدة ثم إن الله تعالى أوحى إلى نبي ذلك الزمان قل لحزقيا الملك وهو ملك بني اسرائيل حتى يبعث نبيا قوئا أمينا إلى ملك نصيبين وكان دار ملك الملك نينوى من أرض نصيبين ويستنقذ منه أسارى بني إسرائيل وذكر القصة إلى أن كان قال الملك له بحقي عليك أن تخرج أنت فخرج مغاضبا للملك حين ألح عليه بالخروج دون غيره من الأنبياء وقال: اخرج إلى ناحية نعبد الله تعالى فيها فجاء إلى ساحل البحر فوجد سفينة فسألهم أن يحملوه فعرفوه فحملوه ولم تسر السفينة إلا قليلا حتى ركدت وتكفأت بهم، فقال الملاحون: يا قوم إن السفينة لا تفعل هذا من غير ريح إلا وفيها عاص ومن رسمنا أن نقترع فمن أصابته القرعة القيناه في البحر وسلم الناس فقالوا: نفعل ذلك فاقترعوا فخرج سهم يونس فقال: أنا العاصي فقالوا: يا نبي الله تعالى كلنا أولى بذلك منك فاقترعوا الثانية والثالثة فخرج سهم يونس فقال: أنا والله العاصي فاقذفوني فقالوا والله لا نفعل فقام يونس فتلفف ثيابه وقام على جانب السفينة فإذا هو بسمكة عظيمة فاغرة فاها فجعل يونس يدور حتى لا يقع في فيها فكانت السمكة تدور معه ثم إنه أقذف نفسه فابتلعته السمكة ومضت به ومضت السفينة فذلك قوله تعالى: فساهم فكان من المذحضين (الضافات: الآية 141] قال ومرت السمكة إلى بحر الروم ثم إلى بحر فارس ثم دخلت به إلى البطائح ثم صلدت إلى دجلة ومكث في بطنها أربعين ليلة وهو يقول: أن لا إلله إلا أنت سبكنك إنى كنث من الظلمين} [الأنبياء: الآية 87] ثم إن الله عز وجل رحمه وقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي أن
Shafi 291