290

============================================================

ذكر يونس عليه السلام إلكه إلا أنت سبكنك إنى كنت من اللامين} [الأنبياء: الآية 87] وهو مكروب كشف الله تعالى عنه كربه، فإتها عدة من الله تعالى لا يخلف لها لقوله وكذلل شجى المومنين [الأنبياء: الآية 88] وألقاه الحوت بأرض الموصل وأنبت الله تعالى عليه شجرة ين يقطين [الضافات: الآية 146] يقال لها القرع فكانت ظلاله ويقال: كان هناك شجرة فالتفت عليها القرعة وجعلت تثمر له فيكون منها طعامه، ويقال: أمر الله تعالى أغصانها أن ترضعه كما يرضع الصبي اللبن، ويقال: كانت القرع طعامه وألهم الله تعالى ظبية من ظباء الناحية فتأتيه فترضعه من لبنها والله تعالى أعلم، حتى نبت عليه جسمه وشعره ورجعت إليه قوته وصحته ومر به مارة من الناس فكسوه من ثيابهم فيينما هو ذات يوم نائم إذ أمر الله تعالى الشمس بإحراق شجرة يونس فأحرقتها وأصابت الشمس جلده فانتبه وقال: يا رب نجيتني من الظلمات ورزقتني ظل شجرة أستظل بها ثم أحرقتها وبكى فجاء جبرائيل وقال: يا يونس إن الله تعالى يقول: أأنت زرعتها أم أنت أنبتها؟ قال: لا، قال: فما بكاؤك فالله تعالى قد أعطاكها ثم سلبها وهو قادر أن يعيدها لك أتحزن على شجرة لا قيمة لها ولا تحزن على مائة ألف أو يزيدون أردت إهلاكهم في غداة واحدة ولما أن قوي جسده أمره الله تعالى بالرجوع إلى قومه فقال: يا رب تبعثني إلى من جحد كتابك وكذب رسلك فأوحى الله تعالى إليه: يا يونس آنت تمنع رحمتي عن خلقي أبيدك خزائني أما علمت أني إذا شئت هديت قلوبا غلفا وفتحت آذانا صما وأبصارا عميا قال: فرجع يونس إلى قومه فمر براع منهم فسأله: من أنت؟ فقال: أنا من قوم يونس بن متى قال وما فعل يونس؟ قال: لا أدري ما حاله غير أنه كان خير الناس وأصدقهم، أخبرنا بالعذاب فجاغنا كما قال فتبنا إلى الله تعالى فرحمنا ونحن نطلب يونس فلا ندري أين هو فقال يونس: هل عندك لبن؟ قال: لا فوالذي أكرم يونس ما مطرت السماء منذ فارقتنا ولا أعشبت أرضنا، قال يونس: إني آراك تحلف باكه يونس قال: نعم، ومن حلف بمدينتنا بغير ذلك أخرج لسانه من قفاه، قال يونس: ومذ متى استحدثهم الدين قال: منذ كشف الله تعالى عنا العذاب قال له يونس: فأتني بنعجة فأتاه بها فمسح ضرعها فدرت بإذن الله تعالى فحلبها فقال الراعي: إن ملكنا قد قال: من جاءني بخبر يونس وأنه رآه جعلت له مملكتي ولحقت بيونس فأنا لا أجترىء أن أخبرهم بذلك من غير حجة، فيقولون كذبت طمعا في الملك فيقتلونني قال: فإنها تشهد لك هذه الشاة التي حلبتها وهذه الصخرة التي آنا جالس عليها فذهب الراعي إلى المدينة فنادى ألا إن رسول الله تعالى يونس قد رأيته فاجتمع الناس إليه وكذبوه وهموا به قال: فانطلقوا معي فإن لي بينة على قولي فجاءهم إلى الموضع الذي فيه يونس واستشهد النعجة وقال لها أسألك بإلكه يونس الذي كشف عنا العذاب هل رأيت نبي الله

Shafi 290