272

============================================================

ذكر سليمان عليه التلام فلو علمت المسكينة ذلك لبكت على نفسها، لا على ابنها لذلك ضحكت، قال سليمان: ولم ضحكت عند مجلس الواعظ قال: لأنه لما بلغ الدعاء فتحت له أبواب السماء بالرحمة وجعلت تمر عليهم وكان فيهم رجل لم يكن من آهل الرحمة فقام وخرج وجاء رجل آخر صحيح فجلس بينهم فأصابته الرحمة، فلذلك ضحكت ثم إن صحخر آقام عند سليمان حتى كان من آمره وغلبته على ملكه وجلوسه على سريره ما كان. رجعنا إلى القصة ولما أن ألقى الخبيث الخاتم في البحر ودنا وقت فرج الله تعالى عن سليمان وكان الخاتم قد ابتلعته السمكة فبينما سليمان ذات يوم يعمل للصيادين حتى كان عند المساء أعطوه سمكة فيما أعطوه من نصيبه فكانت تلك السمكة التي كان الخاتم في جوفها فأخذها سليمان ورجع بها إلى أهله وأمرها بصنعتها فشقت المرأة بطن السمكة فخرج الخاتم منه وامتلأ البيت نورا فدعت سليمان فأرته الخاتم فعرفه سليمان، وعلم أن الله تعالى فرج عنه فأخذ الخاتم وتختم به، وخر لله ساجذا، وفي رواية أخرى أن سليمان سأل ذلك اليوم بعض الصيادين أن يعطوه من السمك فإنه كان شغل ذلك اليوم فلم يعمل لهم فمنعه الصياد فقال له سليمان: لا تبخل علي وأنا سليمان بن داود فغضب الصياد وأخذ خشبة فضرب بها رآسه فشبه فعاتبه سائر آصحابه، فقالوا: ما أردت من الرجل الغريب فعلت به كذا، فقال: لأنه زعم أنه سليمان بن داود قال: ثم ان الرجل ندم على صنيعه به، وقال لأصحابه: أرضوه مني بنصيبي فأعطوه سمكتين فذهب بهما إلى الساحل فشق بطن واحدة منهما فخرج خاتمه من بطنها، فلما نظر إلى خاتمه أخذه وتختم به، وعلم أن الله تعالى رد عليه ملكه فسجد لله شكرا له وألبسه الله تعالى البهاء والهيبة التي كانت تكون له وفي ذلك الساعة عكفت عليه الجن والطير والوحش فتحير الصيادون وخضعوا له وقالوا: يا نبي الله اعف عنا؛ فقال: لا بأس عليكم ولا على صاحبكم، فانصرف إلى دار ملكه وسريره فاجتمع الناس عليه وجعلوا يهتونه وتاب الله عليه وغفر زلته وروي آنه لما سجد لله قال في سجوده: اللهم لك الحمد على قديم بلائك إلى آل داود، اللهم أنت هديتهم بالنعمة وآتيتهم الكتاب والحكمة ولك الحمد ظهرت علينا نعمتك ولا تخفى وكثرت فلا تحصى فلك الحمد الهي إذ لم تسلبني بجريرتي ولم تؤاخذني بخطيثتي ولك الحمد إللهي تمم علي نعمتك قاغفر ما سلف من ذنبي برحمتك وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب، قال عكرمة: لما رد الله تعالى الملك إلى سليمان حمل أهل ذلك البيت الذين أووه وزوجوه فوضعهم في سبط المملكة وكان عليه السلام لم يقرب تلك المرأة حتى قبل الله تعالى توبته ورد عليه مملكته، وعن سفيان الثوري أنه قال: بلغني أن الله تعالى لما رذ على سليمان ملكه أمر الريح فحملته وجاءت به إلى دار ملكه من حيث كان

Shafi 272