271

============================================================

11 ذكر سليمان عليه الشلام وجعلوا يدعون الله تعالى آن يفرج ما بهم فقال آصف: إن هذا ليس سليمان لما تأمل أحواله وعرف أمره، فقال للناس إن هذا شيطان، فلما رأى الخبيث أن الناس قد فطنوا به عمد إلى كتاب وكتب فيه السحر والنارنجيات وختمه بخاتم سليمان ودفنه تحت سرير سليمان ثم انطلق هاربا وألقى خاتم سليمان في البحر فذلك قوله عز وجل: واتبهوا ما تنلوا الشيتطين على ملك سليمن وما كفر سليمن وللكن الثيطيك كضروا البقرة: الآية 102] وذكر محمد بن إسحلق صاحب المغازي أنه قال: بلغني آن سبب صحبة صخر لسليمان هو أن الناس شكوا إلى سليمان ما تلقونه من المشقة في الطحن بأنهم لم يكن بين الناس طاحونة فسألوه أن يأمر الجن فيعملوا شيئا يكفيهم الطحن قال سليمان ذلك للجن فقال: هل من حيلة في الطحن وأيضا يبلغني أني إذا شربت من انائي كان منكم من يغمز علي في ذلك ويتشبه بي فقالت الجن: يا نبي الله إن كان عند أحد في هذين البابين فعند صخر المارد وهو عفريت من عفاريت الشياطين قد تمرد آي عصى في جزيرة من جزاثر البحر، قال: فاحتالوا في إتيانه فانطلقت الجن إلى صخر وقالوا له: قد مات سليمان واسترحنا منه، فاخرج نطيمك فلما آنس بهم وثبوا عليه وأوثقوه وجاؤوا إلى سليمان فلما دخل عليه أراه سليمان خاتمه فأذعن له فقال له: يا صخر قد هممت بقتلك لفرارك مني ثم بلغني رفقك في الصنائع فأبقيتك هل عندك حيلة الطحن لتستريح الناس من الطحن بأيديهم وهل تقدر أن تأخذ لي آنية أشرب فيها أرى ما وراءها وما فيها لا يحول بيني وبين بيتي فقال صخر: نعم يا نبي الله، ثم آنه عمل رخا بالماء فاستراح الناس من الطحن باليد، فطلب حجر الزجاج فأتى به فأذابه وعمل الزجاج فاتخذ منه الأواني فشرب فيها سليمان فأكرم سليمان صخر وقربه وذكر بعض الرواة أن سليمان قال للجن الذين بعثهم إلى صخر: إذا جمتموني به فاحفظوا عليه، كما يفعله ويقوله في طريقه قال فمروا بصخر على رجل قائم في الناس يتكهن لهم، ويقول: إنه سيكون في هذا الشهر كذا وفي هذه السنة كذا فضحك صخر، ثم مروا على امرأة قاعدة عند قبر تبكي على ابن لها مات فضحك صخر ثم مروا به على مجلس عالم يعظ الناس فلما كان عند الدعاء قام رجل من القوم فخرج وجاء آخر فجلس مكانه فضحك صخر فلما جاؤوا به إلى سليمان سألهم عما صنع في الطريق فأخبروه فقال سليمان: يا صخر ولم ضحكت عند ذلك الرجل الكاهن قال: يا نبي الله تعالى كان يزعم البائس آنه يعلم ما يكون في الشهر والسنة وكان تحت قدميه كتز في الأرض وهو قائم فوقه ولا يعلم مكانه فعلمت آنه مما يزعم من علم ما في الشهر والسنة أبعد فلذلك ضحكت قال سليمان: ولم ضحكت عند بكاء العجوز، قال: يا نبي الله لأنها تبكي على ابنها وأن ملكيها عندها يقولان: إنه لم يبق من عمرها إلا ثلاثة أيام

Shafi 271