192

============================================================

ذكر موسى عليه الشلام بطش قوي وكان غائبا فلما رجع ورأى الطاعون سأل عن سببه فأخبر بصنيع الرجل فأخذ حربته ودخل على الرجل وهو مضطجع مع المرأة فانتظمهما بحربته وخرج بهما رافعا إلى السماء وقال: اللهم إنا هكذا نفعل بمن عصاك فرفع الله تعالى عنهم الطاعون وكان قد هلك في ساعة واحدة منهم سبعون ألفا ثم إن بلعم بعدما سلط الله تعالى بني إسرائيل على ذلك القوم أخذ أسيرا وقتل وفيه أنزل الله تعالى : وأتل عليهم تبأ الذى ماتينه ايثنا فأنسلخ منها فأتبعه الشيطن فكان من الفاورب [الأعراف : الآية 175) .

(1- وكان في التيه من العجائب آمر البقرة وقد ذكر الله تعالى في القرآن قوله تعالى: ( وإذ قال موسى لقومهه إن الله يأمركلم أن تذبحوا بقره [البقرة: الآية 67] وذلك أنه كان في بني إسرائيل رجل يقال له عاميل ذا مال كثير وكانت له ابنة فخطب ابنته ابن آخ له فأبى عليه لفقره فحلف الرجل لأقتلن عمي ولآخذن ماله ولأنكحن ابنته فجاء يوما إلى عمه وقال: يا عم لقد نزل تجار في سبط كذا وأنا أريد أن أشتري منهم فاخرج معي إليهم فانهم إذ رأوك باعوني وساهلوني فخرج معه عمه فلما خرجا إلى الصحراء خاليين وثب الفتى على عمه وقتله ثم ذهب به فألقاه في محلة سبط من أسياط بني إسرائيل فلما أصبحوا وجدوا القتيل فانتشر الخبر فجاء الفتى صارخا باكيا إلى موسى وقال: يا موسى قتل عمي واعماه واجتمع بنو إسرائيل إلى موسى وسألوه أن يسأل ربه ليظهر لهم قاتل عاميل فدعا موسى فأمر الله تعالى أن يقول ليذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها فيحيى، فقال لهم موسى ذلك فتعجبوا وقالرا ألتخذنا [البقرة: الآية 27) متى يكون حتى القتيل يحيى بلحم البقر فقال موسى لأعوذ بألله أن أكون من الجهلي} [البقرة: الآية 67] أفأقول في حكم الله ما يكون هزوا فقالوا اذع لنا ريك يباين لنا ما هي} [البقرة : الآية 68] فأين بقرة يحيى بلحمها القتيل لعجيبة فدعا موسى فقال الله تعالى: انها بقرة لا فارض(2) ولا يكر (3) عواي (4) بني ذللك فافعلوا ما تومروب [البقرة: الآية 68] فقالوا : قد عرفنا سنها اذع لنا ريك يبين لنا ما هى} [البقرة: الآية 70] أي ما حالها وأمرها قال موسى إنه يقول: { إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى المرت [البقرة: الآية 71) لم يزرع بها ولا يسقى عليها ليست بالسواني وهي مسلمة [البقرة: الآية 71] من العيوب كلها لا شية فيها} [البفرة: الآية 71] أي لا لون فيها سوى لون (1) قصة القرة تجد تفسيرها في سورة القرة - القرطبي - الجامع لأحكام القرآن 139/1 وما بعدها.

3) بكر: صغيرة.

(2) فارض: كبيرة.

(4) عوان: النصف بين البكر والهرمة . البخاري - صحيح البخاري 353/2 باب وإذ قال موسى لقومهة إنا الله يأئركم أن تذبحوا بقرة .

Shafi 192