234

Tarihin Duniya

تأريخ العالم

============================================================

بيتهما معركة عجيبة شتيعة ، اجتهادا من الرم على ما قد كانوا خبروه (1) واعتادوه من الغلبة والظفر، واجتهادا من الفرس بالتوطين على اهلاك وتفضيل الموت على الرق والعبدية: فقلما يحكى عن معركة كان القتل فيها اكتر منه في تلك المعركة .

فلما نظر داري الى اصحابه يتغلب عليهم ويهزمون ، عزم على استعجال الموت في تلك الحرب بالمباشرة ها بتفسه والصبر حتى يقتل معترضا للقتل. فلطف به بعض قواده حتى سللوه فانهرم . ففي تلك الوقيعة ذهبت قوة الفرس وعزهم ، وتذلل بعدها سلطانهم ، وصار بلد [119] المشرق كله في طاعة المجدونيين . وأذلت الفرس تلك الوقيعة اذلالا لم يروموا بعده الامتناء والمخالفة، وانقطعوا مدة أربعمائة عام وخمسين عاما.

واشتغل الاسكندر بتحصيل ما أصاب في عسكر الفرس والنظر فيه وقسمته على آهل عسكره ثلاثين يوما.

و ثم مضى منها الى مدينة برسبولس 3 [ 6ن5ط] التي كانت بيضة الفرس ورأس ملكهم التي كانت اجتمعت ( فيها] (1) آموال الدنيا ونعمها. فهدمها وانتهب ما فيها ثم بلغه عن دارى انه صار عند قوم من اللجدمونيين (4) مكبلا في كبول من فضة . وكان الذي اسره مشقاين بن ارث بن حدبا . فتهيا لاتباعه ، وخرج متقدما في ستة الاف فارس. فالفاه بالطريق وحده مجروحا جراحات كثيرة، فلم يلبث ان هلك منها. فأظهر الاسكندر الحزن عليه والمرئية له، وامر بدفنه في مقابر الملوك : قال هروسيوس: فلقد كان في امر هذه الثلاث المعارك عبرة لمن اعتبر، ووعظ لمن اتعظ. إنه قتل فيها من آآهل مملكة واحدة نحو من خمسة عشر الف آلف (2 بين (1) ص: حزوه (2) (2) أي الرجاء في معارودة الحرب والانتصار.

1) : برسلولم.- بيضه: عاصمة.

(4) أضفناء لزيادة الوضرح (5) الذي في نص اوروسيوس هو: " ولا علم ان دارا قد اسره آقرباره هذد321 عالاه وقيدوه بأغلال من الذهب، قرر ان يطارده." (1) صوايه : خمسة عشر مائة الف. أي مليون وتصف كما في الأصل اللاتيني ق اد110د 6 105ه .

22

Shafi 234