الرنانة التي قالها في تهنئة سليمان باشا لما أتى عكا ليتولاها بعد وفاة الجزار. أولها:
لِهوى الأحبَّة في الفؤَاد مُخّيمُ ... نيرانهُ بين الجوانح تُضرَمُ
ومنها:
صيدا ابشري عكَّا افرحي حيفا أطربي ... والقاطنون بهنَّ فليترنَّموا
كن يا سليمان الوزير مؤَازرًا ... للخاضعين وجارمًا من يجرموا
وأعظم وسدْ وارحمْ وعد وانعم وجُد ... واسلمْ ودمْ بسعادةٍ لك تخدمُ
وختمها بهذا التاريخ:
وإذا انتهى شعري بمدحك مرةً ... أرخَّتُ يبدأ مدحك لا يخُتمُ
ومما قاله في الزهد والدعاء قوله في مقدمة تاريخه الرهباني:
إني لفي عِظَم الوجلْ ... من قُرْب أيَّام الأجلْ
من بعده لا بُدَّ ما ... يعروني في الدين الخجلْ
إذ إنني قَضَّيتُ عمري ... بالملاهي والبَجَلْ
والحكم لم يُقَبل بهِ ... عُذرٌ ولم ينفع وجلْ
ألجأ لعونكِ مريمًا ... فاعطفي نحوي النجَلْ
وتشفعي بي يا بتو ... لًا وأدركيني بالعجلْ
ولما توفي الجزار سنة ١٢١٩ (١٨٠٤م) وكان بالغ في الظلم وجنح إلى العصيان وضع كل شعراء ذلك العصر من مسلمين ونصارى قصائد هجوه فيها وأرخوا وفاته (أطلب المشرق ٢ (١٨٩٩) ٧٣٨٠) فقال القس حنانيا أبياتًا أثبتها في آخر تاريخه للشوف ورواها الأمير حيدر الشهابي في تاريخه (المشرق ٤ (١٩٠١):٩٧٠) . ومن رثائه قصيدة قالها في البطريرك أغناطيوس صروف لما قتله إلياس عماد سنة ١٨١٢ أولها:
علامَ دمعي من عيوني يُذرفُ ... وإلامَ يرفا ولا يتكفكفُ
هل كابدت كبدي لظىّ لا ينطفي ... أم في الحشا جذوةُ نارٍ تنطفُ
ومنها في مدح الفقيد:
يا شمسَ أفق الشرق ذاع ضياؤهُ ... في الغرب أنَّى شمس فخرك تكسَفُ
يا راس كَهنْة بيعة الله التقي ... ثِق أنتّ أيضًا في الأعالي أسقفُ
أواهُ وا أسفي ولوعاتي على ... من كلُّ من يدري بهِ يتأسَّفُ
قسمًا فلو يُفدى لكنتُ فديتهُ ... بالروح مرتاحًا ولا أتوقفُ
وكان القس حنانيا يتفنن بالنظم وله قصائد بالشعر العامي غاية في اللطف منها
1 / 36