سعيد بن بطريق وألحق فيه من الأخبار ما طواه وأغفله (١) وأغيّر منه ما تحرّف عليه منها ولم يقف على صحّته فأورده على غير حقيقته، فرأيت أنّ ذلك يطول، ويضطرّ (٢) إلى عظم الكتاب وتغيير (٣) جميع ما فيه، فأهملته [وتصفّحت قبل شروعي في تأليف هذا الكتاب عدة نسخ لكتاب سعيد بن بطريق، فألفيت (٤) بعضها يتضمّن التاريخ إلى صدر من خلافة القاهر، وهي السنة التي صيّر فيها سعيد بن بطريق بطريركا على الإسكندرية بل قد أضيف إلى بعضها زيادات بسبب من مضيف الكتاب ولا هي في نسخة أصلية.
ورأيت نسخة الأصل نفسها ونسخ (٥) أخر للكتاب غيرها، ونهاية (٦) ما فيها إلى خلافة الراضي، وذلك سنة ستّ وعشرين وثلاث مائة للهجرة، وعلى هذه النسخة خاصة أنشئت (٧) هذا الكتاب، إذ كان أتمّ النّسخ شرحا، وأقربها عهدا (٨). وأظنّ السبب في نقصان أواخر بعض هذه النسخ وقصورها عن أسباب (٩) ما في نسخة أصله (١٠) أن الكتاب استنسخ في حياة مؤلّفه في أوقات مختلفة من الزمان، واشتهرت نسخته في أيدي الناس، وبقيت كل واحدة من النسخ على جملتها تتضمّن (١١) التاريخ إلى الزمان الذي كتبت فيه] (١٢).
[وهذه هي نهاية تاريخ سعيد بن بطريق إلى خلافة الراضي سنة ستّ وعشرين
_________
(١) في الأصل وطبعة المشرق-ص ٩٢ «وأغلقه» وما أثبتناه عن النسخة (س).
(٢) في النسخة (ب): «ويظهر».
(٣) في الأصل وطبعة المشرق-٩٣ «ويتغيّر». وما أثبتناه من البريطانية.
(٤) في نسخة بترو «فالقيت»، وما أثبتناه عن البريطانية.
(٥) كذا، والصحيح «نسخا». .
(٦) في نسخة بترو «وتهيأت»، والتصويب من البريطانية.
(٧) كذا، والصواب «أنشأت». .
(٨) في نسخة بترو «وأقرّ عهدا»، وما أثبتناه من النسخة البريطانية.
(٩) في نسخة بترو «اسهاب» وما أثبتناه عن البريطانية.
(١٠) في نسخة بترو «أصلية» وما أثبتناه عن البريطانية.
(١١) في نسخة بترو «يتضمن» والتصويب من البريطانية.
(١٢) ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة بترو وصحّحتها من البريطانية.
1 / 20