Littafin Tarihi
كتاب التأريخ
Mai Buga Littafi
دار صادر
Inda aka buga
بيروت
فبينا عبد المطلب في بعض الطريق إذ فني ماؤه وماء أصحابه فاستسقى القيسيين من فضل مائهم فأبوا أن يسقوهم وقالوا أنتم الذين تخاصموننا وتنازعوننا في مائنا والله لا نسقيكم فقال عبد المطلب أيهلك عشرة من قريش وأنا حي لأطلبن لهم الماء حتى ينقطع خيط عنقي وأبلي عذرا فركب راحلته واخذ الفلاة فبين هو فيها إذ بركت راحلته وبصر به القوم فقالوا هلك عبد المطلب فقال القرشيون كلا والله لهو اكرم على الله من أن يهلك وإنما مضى لصلة الرحم فانتهوا إليه وراحلته تفحص بكركرتها على ماء عذب روى قد ساح على ظهر الأرض فلما رأى القيسيون ذلك اهرقوا اسقيتهم واقبلوا نحوهم ليأخذوا من الماء فقال القرشيون كلا والله الستم الذين منعتمونا فضل مائكم فقال عبد المطلب خلوا القوم فان الماء لا يمنع فقالوا القيسيون هذا رجل شريف سيد وقد خشينا أن يقضى له علينا فلما وصلوا إلى سطيح قالوا إنا قد خبأنا لك خبأ وأخذ إنسان منهم تمرة في يده فقال فأخبرنا ما هو فقال خبأتم لي ما طال فسمك ثم اينع فما هلك ألق التمرة من يدك فقالوا قاتله الله اخبئوا له خبأ هو أخفى منه فأخذ إنسان جرادة فقالوا له إنا قد خبأنا لك خبأ فاخبرنا ما هو قال خبأته لي ما رجله كالمنشار وعينه كالدينار قالوا أي قال ما طار فسطع ثم قبض فوقع فترك الصيد انفع قالوا ما له قاتله الله اخبئوا له خبأ هو أخفى من هذا فأخذوا رأس جرادة فجعلوه في خرز مزادة ثم علقوه في عنق كلب لهم يقال له سوار ثم ضربوه حتى ذهب ثم رجع على الطريق فقالوا قد خبأنا لك خبأ فاخبرنا ما هو قال خبأتم لي رأس جرادة في خرز مزاده بين عنق سوار والقلادة قالوا اقض بيننا قال قد قضيت اختصمتم أنتم وعبد المطلب في ماء بالطائف يقال له ذو الهرم فالماء ماء عبد المطلب ولا حق لكم فيه فأدوا إلى عبد المطلب مائة من الإبل والى سطيح عشرين ففعلوا
وانطلق عبد المطلب ينحر ويطعم حتى دخل مكة فنادى مناديه يا معشر أهل مكة إن عبد المطلب يسألكم بالرحم لما قام كل رجل منكم حدثته نفسه أن يغنيني عن هذا الغرم فأخذ مثل ما حدثته نفسه فقاموا واخذوا من بعير واثنين وثلاثة على قدر ما حديث كل امرىء منهم نفسه وفضلت بعد ذلك جزائر فقال عبد المطلب لابنه أبي طالب أي بني قد أطعمت الناس فانطلق بهذه الجزائر فانحرها على أبي قبيس حتى يأكلها الطير والسباع ففعل أبو طالب ذلك فأصابها الطير والسباع قال أبو طالب
( ونطعم حتى يأكل الطير فضلنا
إذا جعلت أيدي المفيضين ترعد )
Shafi 250