161

Littafin Tarihi

كتاب التأريخ

Mai Buga Littafi

دار صادر

Inda aka buga

بيروت

وجرى بينه وبين يخطيانوس ملك الروم . . . . . . . . . فغزا انوشروان بلاد الروم فقتل وسبى وغلب على مدن كثيرة من الجزيرة والشأم منها الرها ومنبج وقنسرين والعواصم وحلب وانطاكية وافاميه وحمص وغيرها واعجبته انطاكية فبنى مدينة مثلها لم يخرم منها شيئا ثم جاء بسبي انطاكيه فأرسلهم فيها فلم ينكروا شيئا

ومسح انوشروان البلاد ووضع عليها الخراج والزم كل جريب من الغلات بقدر احتماله فلم تزل ألسنة جارية على ذلك والبلاد عامرة ورتب لديوان المقاتلة رجلا رضي حزمه وعزمه واخذ مقاتلته مما يحتاج إليه من السلاح وجعل ديوان العطاء ودفاتر الأسماء والحلى وسمات الدواب وديوان العرض على مثل ذلك

وكان انوشروان نبيلا كريما ظاهر العدل لا يسأله إنسان شيئا إلا أجابه فسار إليه سيف بن ذي يزن فاعلمه أن الحبشة قدمت بلاد اليمن وغلبت عليها وانه صار إلى هرقل ملك الروم فلم يجد عنده ما يحب فبعث معه بأهل السجون في البحر وقود عليهم رجلا من مشيخة قواده شجاعا مجربا يقال له وهزر فصار إلى بلاد اليمن حتى قتل الحبشة وأفناهم ورمى ملكهم ابرهة فقتله وأقام في البلد وملك سيف بن ذي يزن

وعقد انوشروان لأبنه هرمز الملك من بعده وكانت أم هرمز بنت خاقان ملك الترك وكتب له في ذلك كتابا بالعهد وأمره فيه بما يأمر به مثله وأوصاه احسن الوصايا وامتحنه فوجده بحيث يحب وأجابه على كل ما قال له بجواب سديد وتنكر ولا يأتيه إلا بقول حسن لطيف وهلك انوشروان وكان ملكه ثمانا وأربعين سنة

Shafi 165