Littafin Tarihi
كتاب التأريخ
Mai Buga Littafi
دار صادر
Inda aka buga
بيروت
وقد كان لما مات يزدجرد كرهت الفرس أن تولي ابنا له لسوء مذهبه وقالوا بهرام ابنه قد نشأ بأرض العرب لا علم له بالملك واجمعوا على أن يملكوا رجلا غيره فسار بهرام في العرب فلما لقي الفرس هابته فأخذوا تاج الملك والزينة التي تلبسها الملوك فوضعوهما بين أسدين وقالوا لبهرام ولكسرى ايكما اخذ التاج والزينة من بين هذين الأسدين فهو الملك فقالوا لبهرام فأخذ جرزا وتقدم فضرب الأسدين حتى قتلهما واخذ التاج والزينة فأذعنوا له وأعطوه الطاعة فوعدهم من نفسه خيرا وكتب إلى الآفاق يعدهم بذلك ويعلمهم ما هو عليه من العدل وتوخى عمارة البلاد وقدم المنذر بن النعمان عليه فرفع منزلته
وكان بهرام رجلا مؤثرا للهو متشاغلا عن الر عية ثم صار لطلب الصيد واللهو واستخلف أخاه نرسي على المملكة فلما بلغ خاقان ملك الترك حال بهرام طمع فيه فأراد أن يسير نحوه فبلغ بهرام ذلك فسار إليه حتى قتله وكتب إلى رعيته بالفتح ثم خرج يوما يتصيد فأمعن في طاب عير ثم طرحه فرسه في موضع حماة فمات فكان ملكه تسع عشرة سنة
ثم ملك يزدجرد بن بهرام وكان ملكه سبع عشرة سنة وكان ليزدجرد هذا ابنان يقال لأحدهما هرمز والآخر فيروز فغلب هرمز على الملك بعد أبيه فهرب فيروز ولحق ببلاد الهياطلة واخبر ملكها بقصته وبمذاهب أخيه وجوره فامده بجيش فاقبل بهم وقاتل أخاه فقتله وشتت جمعه
وملك فيروز فنال الناس في أيامه جدب وقحط ومجاعة شديدة وغاضت الأنهار والعيون فلم بزل على تلك حالهم ثلاث سنين ثم خصبت البلاد
وسار فيروز إلى بلاد الترك ليحارب ملكها وقد كان الصلح وقع بين الفرس والترك فلما قرب من البلاد أرسل إليه ملك الترك يسأله الرجوع ويعظم عليه ترك الوفاء فلم يقبل فحفر له خندقا عميقا ثم عماه فلما قرب منه عبأ عسكره واقتحمه فسقط وجميع جنده في ذلك الخندق فمات وحوى ملك الترك أمواله واخذ أختا له وكان ملكه سبعا وعشرين سنة فلما بلغ الفرس مقتل فيروز اعظموه فسار رئيس من رؤسائهم يقال له سوخرا في جمع وعدة حتى لقي ملك الترك فحاربه ونال منه فدعاه ملك الترك إلى الصلح على أن يدفع إليه كل ما حواه من خزائن فيروز ويرد أخته ومن في يده من أصحابه ففعل ذلك وانصرف عنه
Shafi 163