نحله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الهيبة والسؤدد، ونحل الحسين الشجاعة والإقدام.
وفضائله (ع) مع أخيه الحسين كثيرة لا تعد وتطلب من أمهات الكتب.
بيعته (ع)
بويع له (ع) يوم الإثنين لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربعين، فصعد المنبر وقال بعد الحمد والثناء:
(( أيها الناس لقد فارقكم رجل يريد أمير المؤمنين ما سبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون، لقد كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه، ما ترك ذهبا ولا فضة إلا شيئا على صبي له، وما ترك من المال إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم )) ثم قال: (( من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثم قرأ: {واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب}.
أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أنا ابن الداعي إلى الله السراج المنير، وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت الذين كان جبريل (ع) ينزل عليهم وعنهم كان يعرج، وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم وولايتهم فقال فيما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا} واقتراف الحسنة مودتنا )) (1) .
فتقدم إليه الناس وبايعه عبدالله بن عباس، وقيس بن سعد بن عبادة وسليمان بن صرد الخزاعي، وحجر بن عدي، وعدي بن حاتم، ثم تتابع الناس على بيعته وتمت له البيعة في جميع الأمصار. وطلب البيعة من معاوية فرفض واستعد لحربه.
Shafi 47