انتقل عليه السلام إلى خالقه بعد أن عاد بالدولة الإسلامية إلى عهدها السابق كما كانت أيام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إنتقل عليه السلام وترك أولاده والمؤمنين ليكملوا مسيرة الجهاد والتضحية في سبيل الله موصيا الحسن والحسين: (( أوصيكما بتقوى الله، وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيء زوي عنكما، وقولا بالحق واعملا للأجر، وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا. أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغة كتابي: بتقوى الله، ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم. فإني سمعت جدكما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام )) . الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله، وعليكم بالتواصل والتباذل وإياكم والتدابر والتقاطع. لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم )) (1).
الفصل الثاني
الإمام الحسن بن علي عليهما السلام
نبذة عن حياته (ع)
ولد في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة فسماه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حسنا.
تربى ونشأ في بيت النبوة، وكان شبيها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مفرق رأسه إلى صدره والحسين أسفل من ذلك. كان ياتي هو والحسين سلام الله عليهما ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صلاته ساجدا فيركبا على ظهره فلا ينزلهما حتى ينزلا، وإذا كان راكعا فرج بين رجليه حتى يخرجا من الجانب الآخر.
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيهما: (( من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله ومن أحبه الله أدخله الجنة جنة النعيم. ومن أبغضهما وبغى عليهما أبغضته، ومن ابغضته أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم خالدا فيها وله عذاب مقيم )) (2) .
Shafi 46