يقول مطرف بن عبدالله: (( صليت أنا وعمران بن حصين خلف علي بن أبي طالب (ع) فلما أنصرفنا أخذ عمران بن حصين بيدي فقال: لقد صلى صلاة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولقد ذكرني صلاة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
نموذج من عبادته (ع)
قال أبو الدرداء شهدت علي بن أبي طالب عليه السلام وقد اعتزل عن مواليه، واختفى ممن يليه، واستتر بمغيلات(1) النخل فافتقدته، وبعد عن مكانه فقلت لحق بمنزله، فإذا بصوت حزين ونغم شجي وهو يقول: (( إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنعمتك، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عمري، وعظم في الصحف ذنبي، فما أنا مؤمل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك.
قال أبو الدرداء: (( فشغلني الصوت، واقتفيت الأثر، فإذا هو علي بن أبي طالب بعينه، فاستترت له وأخملت الحركة، فركع ركعات في جوف الليل الغامر، ثم فرغ إلى الدعاء والبكاء، والبث والشكوى، فكان مما ناجى به الله تعالى أنه قال: (( إلهي أفكرفي عفوك فتهون علي خطيئئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي )).
ثم قال: (( آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها، وانت محصيها، فتقول: خذوه، فياله من مأخوذ لا تنجيه عشيرته، ولا تنفعه قبيلته، ولا يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنداء )).
ثم قال: (( آه من نار تنضج الأكباد والكلى، آه من نار نزاعة للشوى، آه من لهبات لظى )).
قال أبو الدرداء: (( ثم أمعن في البكاء فلم أسمع له حسا ولا حركة )).
فقلت: غلبه النوم بطول السهر. وأوقظه لصلاة الفجر، فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة. فحركته فلم يتحرك، وزويته فلم ينزو.
فقلت: (( إنا لله وإنا إليه راجعون، مات والله علي بن أبي طالب، فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم )).
فقالت فاطمة(ع): (( يا أبا الدراداء ما كان من شأنه ومن قصته؟. فأخبرتها الخبر.
Shafi 34