ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم لما استخلف عليا عليه السلام على المدينة في غزوة تبوك: (( أفلا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )) (1).
وفي هذا الحديث جعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منه بمنزلة هارون من موسى وأثبت له جميع منازل هارون من موسى إلا النبوة، وهارون هو خليفة موسى بشهادة القرآن الكريم ولو مات موسى قبل هارون لخلفه هارون بعد موته كما خلفه في حياته {وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح}[الأعراف: 142].
والأدلة والشواهد كثيرة على الوصية لأمير المؤمنين عليه السلام واستحقاقه الإمامة تطلب من الكتب الكبيرة (2).
قبسات من سيرته
عبادته (ع):
إذا كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خلاصة الإعداد الإلهي فإنه(ع) كان خلاصة إعداد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فكانت علاقته بالله تعالى كما عبر عنها بنفسه حيث قال: (( والله لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا )) أي أنه وصل النهاية في معرفة الله سبحانه وتعالى.
لقد سما علي (ع) بعبادته سموا فريدا يندر أن يصل إليه أحد فكان يقول: (( إلهي ما عبدتك خوفا من عقابك، ولا طمعا في ثوابك، ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك )) (3)
وقد قسم أمير المؤمنين (ع) عبادة العباد إلى ثلاثة أنواع فقال: (( إن قوما عبدو الله رغبه فتلك عبادة التجار، وإن قوما عبدو الله رهبة فتلك عبادة العبيد وأن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار )) (4) .
Shafi 33