تجلى في جهاده (ع) كل معاني الشجاعة المقرونة بأفضل أنواع الصفح والعفو، فقد كانت شجاعة علوية ازدانت بأجمل وأنبل الصفات، طبع عليها الإمام الهادي (ع) بدون كلفة أو مجاهدة رأي، لقد كان (ع) صورة ثانية للإمام علي (ع)، فكان يقاتل بسيفه، ويضرب ضربه ويتقدم الصفوف، يروى أنه ضرب رجلا بنجران فجذب السيف من بين رجليه، فقال رئيسهم: استروا ضربة هذا العلوي فوالله لئن رآها الناس لاتناصروا (1).
قال لأصحابه يوما وهو يحثهم ويوجب عليهم قتال القرامطة: مايجزعكم من عدوكم وأنتم ألفا رجل، فقالوا: إنما نحن ألف، فقال (ع): أنتم ألف، وأنا أقوم مقام ألف، وأكفي كفايتهم. وله (ع) ليلة مع القرامطة تشبه ليلة الهرير لعلي (ع) في صفين.
وفي إحدى المعارك مع آل يعفر وهو في قلة من أصحابه هجم عليهم حتى خالطهم بأصحابه، وقتل حامل رايتهم وهزمهم، فتعجب الناس من شجاعته تلك فلما بلغ الهادي (ع) ذلك قال: «ويحهم ومايعجبون من ذلك، ولو كان معي ألفا رجل وخمسمائة فارس مؤمنين صابرين، لدوخت بهم عامة الأرض».
ولقد كانت تلك القوة والشجاعة تنعكس سماحة وعدلا على الأعداء، مما جعلهم يتوافدون عليه للبيعة في كل جهة ينزل فيها.
Shafi 180