من القاهرة بعدما أقاموا بها نحو سنة ونصف، كانت مدة غيبتهم عن دمشق سنة وسبعة أشهر ويومين، ولكن جاء نجم الدين في سنة أربع في رمضان لأشغال قضاها ثم رجع، واستمر سعيه في القضاء عام أول، وكان توجه لأجل ابنته فإن الأمير محمود الاستاددار (١) تزوج ابنته حين جاء مع السلطان وأخذها معه في آخر سنة ثلاث وتسعين، وقدم معه ابنه علاء الدين على خيل البريد، أدركه عند خان ابن ذي النون فدخلا جميعًا فتلقاهما أصحابهما، وممن خرج القاضي المالكي.
ويوم الاثنين سادس عشريه ولي الشريف ابن دعاء ولاية البر عوضًا عن يحيى بن العفيف بعدما باشر دون شهر.
ويوم الثلاثاء سابع عشريه دخل طائفة من الحاج، ومن الغد يوم الأربعاء فى خل الباقون جملة واحدة مع المحمل، ووصل معهم من المجاورين بدر الدين ابن الرمثاوي وشمس الدين صهر المالكي.
ويوم الخميس تاسع عشريه لبس ابن الطوخي خلعة الوزارة، وكان وصل بالأمس ومعها نظر (٢) الخاص ونظر المهمات ونظر داريا، ووصل الأمير جمال الدين الهيدباني من القاهرة على طبلخانة (٣) ابن يعقوب شاه في هذه الأيام.
وفي يوم الجمعة سلخ الشهر توجه الأمير شهاب الدين بن الأمير الشيخ على أحد المقدمين إلى الكرك نائبًا لها، وخرج معه النائب عقب صلاة الجمعة يودعه.
* * *
_________
(١) الاستاددار - كبير موظفي الدور السلطانية والمسؤول الإداري عن كل شؤونها وغالبًا ما كان يعهد لهذا الشخص تولي الوزارة.
(٢) نظر الخاص - المسؤول عن متطلبات دار السلطنة.
(٣) طبلخاناة - هي الموسيقى العسكرية في الجيش المملوكي والكلمة فارسية - تركية وهي فرقة كبيرة ذات شأن يرأسها أمير كبير من أمراء المماليك.
1 / 38