وقاضيهم، ويتابع سير المحمل في الذهاب والعودة وما يتعرض له من أحوال.
ويقف عند حوادث دقيقة خاصة لا يدعها تفوت لتبقى واصفة لحال الناس في عصره فيذكر مثلًا حادثة قتل قاضي حماة لزوجته وما دار فيها من ملابسات ومسألة قتل ابن النشو أثناء صلاة الاستسقاء واهتمام السلطان بذلك ودقة التحقيق للوصول للجناة، أو يذكر مسابقة تقع بين أهل السوق وما جرى فيها والقبض على مزوّر للعملة وعنده آلات سك العملة (ص ٣٥٢)، وسوى ذلك من دقائق الأمور وخواصها مؤكدًا أن التاريخ هو حياة الناس وأحوالهم وليس خاصًا لعلية القوم من القادة والأمراء والعسكريين.
سادسًا - أما عن الناحية الإدارية فهو يسجل في مقدمة كل سنة وبكل دقة تنصيب الولاة وعزلهم والقضاة وسعيهم في المناصب ويعلق بأسى على تردي حال القضاة والرشوة في الحصول على المناصب ويذكر مناصب الدولة ومن توّلاها من حاجب وكاتب للسر ومحتسب في البلاد الشامية والمصرية وغيرهم. ويدقق في ذلك حتى أنه يصف طريقة الحصول على ورقة الإذن بالسفر لموظفي الدولة انظر (ص ١٣٧).
سابعًا - المصنف ﵀ في الدرجة الأولى مؤرخ يسجل الأحداث ويفصّلها بكل دقة ويعلّق عليها ويتابع حركتها وأسبابها ونتائجها أولًا بأول، ويشمل تدوينه ما يدور في البلاد الشامية والمصرية وما يؤثر عليها من أحداث في بلاد الشرق واصفًا قيام الدول وسقوطها في بغداد وسمرقند وبورصة وأخبار سلطان بغداد وخان التتار وسلطان العثمانيين وسلاطين المماليك ونزاعهم على كرسي المملكة وأشراف مكة والمدينة والحروب بينهما وأخبار شيوخ الأعراب وآمراء التركمان وتدخلهم في التأثير على الحياة العامة.
بالإضافة إلى اهتمامه بتدوين التراجم وتسجيل الوفيات بكل دقة وحرص.
1 / 25