ويوم الأربعاء رابعه توفي شهاب (١) الدين أحمد بن محمد بن علي بن قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن محمد بن خلكان الطواويسي بالخانقاه الطواويس، وأظن مولده بها، بلغني أنه بلغ سبعًا وستين سنة، وكان رجلًا عاملًا ساكنًا له اليد الطولى في تذهيب المصاحف وعنده انجماع عن الناس وإبعاد عن الشر وهو أخو بدر الدين بن محمد الذي حدثنا عن القاضي ابن جبل وسمع من طائفة.
ويومئذ توفي شهاب الدين أحمد (٢) الصيرفي برأس درب المسك وخلف أموالًا وأوصى بعشرة آلاف زكاة يفرقها القاضي ففرقت بعد خمسة أيام.
ويوم الجمعة سادسه جاء كتاب النائب إلى قاضي القضاة وفيه ورود كتاب مرسوم السلطان أن يتوجه القضاة إلى بيت إياس ويضبط ما فيه ويختم عليه فتوجهوا بعد الصلاة إلى هناك وفعلوا ما أمروا به، وفيه ما يدل على أنه هلك.
ويوم السبت سابعه نودي عن أمر الحاجب بتزيين البلد وقيل لقدوم النائب وقيل لمولود ولد للسلطان من زوجته التي تزوجها بدمشق.
ويومئذ أصبح استاددار الدوادار سودون وهو أحمد بن تمربغا مقتولًا بداره بالحكر الجديد، يقال قتله الاستاددار الذي كان قبله.
ويوم الأحد ثامنه توجه القضاة لتلقى النائب إلى شقحب فإنه نزل عند الخانقاه.
ويوم الاثنين تاسعه دخل النائب دخولًا هائلًا جدًا واحتفل الناس لذلك ومعه القضاة والأمراء والفقراء ..... وكانت مدة غيبته عن دمشق إحدى وخمسين يومًا وإقامته بالقاهرة نحو عشرين يومًا.
(١) * * * *
(٢) إنباء الغمر ٣/ ٣٤٠، الدرر الكامنة ١/ ٢٤٢ (٦٢١) شذرات الذهب ٨/ ٦٠٩.