Ilimi da Tarbiyya a Musulunci

Muhammad Ascad Talas d. 1379 AH
137

Ilimi da Tarbiyya a Musulunci

التربية والتعليم في الإسلام

Nau'ikan

267

قد جمعت معلومات جد مفيدة؛ فقد ابتدأها بوجوب اختيار المرضعة للوليد، ثم إذا فطم الوليد عن الرضاع بدئ بتأديبه ورياضة أخلاقه قبل أن يهجم على الأخلاق اللئيمة، فإن الصبي تبادر إليه مساوئ الأخلاق فما تمكن منه من ذلك غلب عليه، فلم يستطع له مفارقة ... فإذا اشتدت مفاصل الصبي واستوى لسانه وتهيأ للتلقين ووعى سمعه أخذ في تعلم القرآن وصور له حروف الهجاء، ولقن معالم الدين ... ثم يروي الصبي الرجز ثم القصيد.

ويرى ابن سينا أن يتعلم الطفل في الكتاب لا في البيت «لأن انفراد الصبي الواحد بالمؤدب أجلب لضجرهما ... ولأن الصبي عن الصبي ألقن وهو عنه آخذ وبه آنس ... وأدعى إلى التعلم والتخرج؛ فإنه يباهي الصبيان مرة، ويغبطهم مرة، ويأنف عن القصور عن شأوهم مرة، ثم إنهم يترافقون ويتعاوضون الزيارة، ويتكارمون ويتعاوضون الحقوق، وكل ذلك من أسباب المباراة والمباهاة والمساجلة والمحاكاة، وفي ذلك تهذيب لأخلاقهم وتحريك لهممهم.»

ويشترط ابن سينا في معلم الأطفال أن يكون «عاقلا ذا دين بصيرا برياضة الأخلاق حاذقا بتخريج الصبيان، وقورا، رزينا، بعيدا عن الخفة والسخف، قليل التبذل والاسترسال بحضرة الصبي.»

ومن الأمور الطريفة في رسالة ابن سينا أنه يوصي المربي بوجوب مسايرته للصبي ليتعرف مواهبه، فإذا عرفها أحسن توجيهها، وهذه من أحسن نظريات التربية وأحدثها اليوم، يقول: «ليس كل صناعة يرومها الصبي ممكنة له مؤاتية، لكن ما شاكل طبعه وناسبه، وإنه لو كانت الآداب والصناعات تجيب وتنقاد بالطلب والمرام دون المشاكلة والملاءمة، إذن ما كان أحد غفلا من الأدب، وعاريا من صناعته، وإذن لأجمع الناس كلهم على اختيار أشرف الصناعات ... وينبغي لمدبر الصبي إذا رام اختيار الصناعة أن يزن أولا طبع الصبي ويسبر قريحته، ويختبر ذكاءه، فيختار له الصناعة بحسب ذلك ...» وأغلب ظني أن ابن سينا قد استفاد كثيرا من آرائه في هذه الرسالة من رسالة الفيلسوف المربي الروماني «كونتليان» الذي عاش حوالي سنة (35-95م)، فقد أورد هذا في كتابه «تربية الخطيب» آراءه في تربية الطفل وتهذيبه على النمط الذي أورده ابن سينا في «رسالة كتاب السياسة». وكتاب كونتليان يعتبر أول كتاب تربوي تصدى فيه صاحبه لمباحث تربوية عند الأطفال ومعالجة مشاكلها وأنظمتها، وقد ابتدأ رسالته بوجوب العناية بانتخاب المرضع من الصالحات الفصيحات حتى يقتبس الولد من كمالها وبيانها ما يشب عليه، فإذا شب وجب على مربيه أن يحفظه منتخبات من أقوال الحكماء والشعراء ... ويجب أن يرسل إلى المدرسة لأن تعليمها أفضل من تعليم البيت، وإن خبث الروح المدرسية والتهجم عليها إنما نشأ من انحلال أخلاق الأسر في العهد الإمبراطوري الروماني؛ فالأولاد في سنيهم الأولى يعتادون كثيرا من الشرور وفي المدرسة تظهر تلك الشرور، فهي لم تصبهم بها، وإنما هم نقلوها من البيت. وإن من حسنات التربية المدرسية وميزتها على التعليم المنفرد في البيت أنها تذكي العقل؛ فالعقول كالنيران تشعلها مخالطة الأقران، وكالمرايا وجلاؤها المعاشرة، وفي المدرسة يتهيأ ما لا يتهيأ في البيت، والمدرسة تتسع ميادينها لما يضيق عنه المنزل من استثمار كثير من الغرائز كالتقليد والمنافسة وحب الثناء، وصداقة المدرسة تبقى مدى الحياة عقدا مقدسا، ثم إن تربية المدرسة ضرورية لمن سيكون في النهاية خطيبا ...» إلخ، تلك الآراء التي نجدها أو نجد مثالها عند ابن سينا، ولا غرور في أنه قد اقتبس أصولها من لدن الفيلسوف المربي الروماني. (5-7) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر الأندلسي

هو الإمام المحدث الأديب الراوية المجتهد أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري (؟-463)، وقد ألف كتابا في بيان العلم في مجلدين لطيفين نشرهما الأستاذ منير عبده آغا الدمشقي المصري سماه «جامع بيان العلم وفضله»،

268

وهو من أمتع الكتب التربوية التعليمية وأفضلها. قال في المقدمة: «... سألتني - رحمك الله - عن معنى العلم وفضل طلبه وحمد السعي فيه والعناية به، وعن تثبيت الحجاج بالعلم، وتبيين فساد القول في دين الله بغير فهم ... ورغبت أن أقدم لك قبل هذا من آداب التعلم وما يلزم العالم والمتعلم التخلق به والمواظبة عليه، وكيف وجه الطلب وما حمد ومدح فيه من الاجتهاد والنصب إلى سائر أنواع التعلم والتعليم ونقل ذلك وتلخيصه ...»

269

وقد سلك المصنف فيه مسلك المحدثين لأنه كان من أئمتهم وناهجي منهجهم في التصنيف والبحث؛ فهو يورد الفكرة والخبر في عنوان الفصل ثم يستشهد عليهما بما حفظ من الأحاديث النبوية والآثار الإسلامية، كقوله: باب ما ورد من الأحاديث في وعيد من سئل العلم فكتمه.

Shafi da ba'a sani ba