Tarajim al-Muʾallifin al-Tunisiʾin
تراجم المؤلفين التونسيين
Mai Buga Littafi
دار الغرب الإسلامي
Lambar Fassara
الثانية
Shekarar Bugawa
١٩٩٤ م
Inda aka buga
بيروت - لبنان
Nau'ikan
الخطب تفزع له النفوس وتجزع، وهو في حاجة إلى من يصوره فيحسن تصويره لا من يسرده فيحسن سرده.
وإنك إذ تحس جزعا وهلعا عند سماعك هذه القصيدة أو قراءتها فليس شعر الشاعر مبعثه أو مأتاه ولكن ما انطوت عليه الأبيات من تلك الحقائق المتراصة التي أحسن الشاعر جمعها ولم يحسن وصفها» (١).
ولكن القصيدة على أي حال حققت الهدف من إنشادها، وكان لها تأثير في نفس السلطان أبي زكريا فتحمّس وأرسل أسطولا إلى بلنسية مشحونا بالسلاح والقوت والمال.
وكان الملك خايمة الأول قد ضيّق الحصار على بلنسية وراقب ميناءها، وحاول الأسطول الحفصي النزول في موضع جراو قرب بلنسية في ٤ محرّم ٦٣٦/ ١٨ أوت ١٢٣٨ فلم يستطع النزول لوجود الجنود النصارى «فأرسل قائد الحملة أبو يحيى بن أبي حفص عمر الهنتاتي المعروف بالشهيد إلى أبي زكريا الحفصي يعلمه بالحال، واتجه هو بالسفن إلى دانية وهي تابعة لابن مردنيش وأرسى فيها في ١٢ محرّم ٦٣٦/ ٢٦ أوت ١٢٣٨ وترك لأهلها الطعام والسلاح اللذين كان يحملهما أما المال فقد عاد به إذ لم يجد من يتسلمه منه» (٢).
وكان الحصار محكما شديدا حول بلنسية، والقتال ضاريا عنيفا وأعداد جند النصارى تتزايد يوما بعد يوم «حتى أصبح معسكر ملك أراغون كأنه مدينة كبيرة، خفّ إليها التجار من كل صوب» (٣).
وفي الوضع المتأزم اليائس استقر رأي زيان بن مردنيش على مفاوضة الأعداء لتسليم مدينة بلنسية، وتم التسليم في ١٧ صفر /٦٣٦ سبتمبر ١٢٣٨ وقد اشترك ابن الأبّار في المفاوضات وكتب العقد.
وقد وصف ابن الأبّار موكب التسليم، وبعض ما تضمنه اتفاق التسليم وانتقال الناس من بلنسية وخروج ابن مردنيش من قصر الإمارة. قال: «ثم ملكها الروم ثانية بعد أن حاصرها الطاغية جاقم البرشلوني من يوم الخميس الخامس من شهر رمضان سنة خمس وثلاثين وستمائة إلى يوم الثلاثاء السابع عشر من صفر سنة ست وثلاثين وفي هذا اليوم خرج أبو جميل زيان بن مدافع بن يوسف بن سعد الجذامي من المدينة، فهو - يومئذ - أميرها في أهل بيته ووجوه
_________
(١) إبراهيم الأبياري، مقدمة «المقتضب من تحفة القادم» ص. ع. وأثارت هذه القصيدة نقدا ودفاعا في تونس، فقد انتقدها بعضهم ورد على هؤلاء المنتقدين إبراهيم بن محمد بن أبي القاسم التجاني (ت في حدود ٦٦٠/ ١٢٦٢) بتأليفه «مؤازرة الوافد ومبارزة الناقد في الانتصار لابن الأبّار»، انظر مقدمة رحلة التجاني للمرحوم حسن حسني عبد الوهاب ص ٩، ١٠.
(٢) مقدمة الحلة السيراء ص ٣٥.
(٣) المرجع السالف.
1 / 15