قال المرزوقي: أحقا انتصب عند سيبويه على الظرف كأنه قال: أفى الحق ذلك؟ وإنما جعل ظرفا لأنه رآهم يقولون: أفى حق كذا وفى الحق كذا، فجعله منصوبا على تلك الطريقة، وما أحسن قول القائل في هذا المعنى:
أفى الحق أن يعطى ثلاثون شاعرا * ويحرم ما دون الورى شاعر مثلي كما سامحوا عمرا بواو مزيدة * وضويق بسم الله في ألف الوصل (أبنى حنيفة أحكموا سفهاءكم * إني أخاف عليكم أن أغضبا) في هود عند قوله تعالى (الر كتاب أحكمت آياته) على القول بأن معنى أحكمت منعت من الفساد من قولهم أحكمت الدابة إذا وضعت عليها الحكمة لتمنعها من الجماح كما في قول جرير. يقول: امتنعوا عن إيذائي والتعرض إلى، فإني أخاف عليكم إذا غضبت فأصيبكم بسوء من هجو أو غيره; كقوله:
يا تيم تيم عدى لا أبا لكمو * لا يلفينكم في سوءة عمر تعرضت تيم لي عمدا لأهجوها * كما تعرض لإست الخارئ الحجر (بمنزلة أما اللئيم فسامن * بها وكرام الناس باد شحوبها) عند قوله تعالى (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك) حيث عدل عن ضيق إلى ضائق ليدل على أنه ضيق عارض غير ثابت، لأنه صلى الله عليه وسلم كان أفسح الناس صدرا، ومثله قولك زيد سيد وجواد تريد السيادة والجود الثابتين المستقرين، فإذا أردت الحدوث قلت سائد وجائد، ونحوه (كانوا قوما عامين) في بعض القراءات، وقول العكلي * بمنزلة أما اللئيم فسامن * أي سمين، المراد به حدوث السمن. والشحوب:
تغير لون الرجل من غم أو سفر، وعند بعض العرب هو انخذال وهو أولى: أي بمنزلة ضيق وجدب يكون اللئيم بها سمينا إذ ليس له هم سوى هم بطنه، وأما الكرام فباد هزالهم لأنهم يطعمون الناس ولا يطعمون.
(ولقد طعنت أبا عيينة طعنة * جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا) عند قوله تعالى (يا قوم لا يجرمنكم شقاقي) جرم مثل كسب في تعديه إلى مفعول واحد وإلى مفعولين، تقول:
جرم ذنبا وكسبه وجرمته ذنبا وكسبته إياه، كما قال: جرمت فزارة الخ. ومنه قوله تعالى (لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم) أي لا يكسبنكم شقاقي إصابة العذاب أو جرمت قطعت; والمعنى: طعنت هذا الرجل طعنة قتلته بها، وقطعت قبيلة فزارة بعد هذه الطعنة أن يغضبوا لقطع دابرهم وضعفهم وخمود ريحهم.
(أمرتك الخير فافعل ما أمرت به * فقد تركتك ذا مال وذا نشب) عند قوله تعالى (ولئن لم يفعل ما آمره) الضمير راجع إلى الموصول، والمعنى ما آمره به فحذف الجار كما في أمرتك الخير، ويجوز أن تجعل مصدرية فيرجع إلى يوسف ، ولم يجوز الزمخشري عوده على يوسف إلا إذا جعلت ما مصدرية، ومعناه على هذا: وإن لم يفعل أمرى إياه: أي موجب أمرى ومقتضاه.
(عسى الكرب الذي أمسيت فيه * يكون وراءه فرج قريب) من قصيدة لهدبة بن خشرم الغذري قالها وهو مسجون بسبب القتل، وأول القصيدة:
Shafi 336