Tanzih Alkur'ani
تنزيه القرآن عن المطاعن
Nau'ikan
وربما قيل في قوله تعالى (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) كيف يصح ذلك وفي جملتهم الفساق وأصحاب الكبائر؟ وجوابنا أن المراد بذلك من آمن بالرسول في أيامه وكذلك كانوا ولو صح فيه العموم لحملناه على التخصيص لان المجاهر بالفسوق والفجور لا يسمى من الصديقين.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان) أتقولون ان الميزان أنزله الله؟ وجوابنا انه قد قيل ذلك على ما تقدم ذكره. وقيل إن المراد العدل وبيان صحة المعاملات بالميزان والظاهر هو الأول وكذلك قوله تعالى (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) يتأول على ما قدمنا وقوله تعالى بعد ذلك (وليعلم الله من ينصره) والمراد به وقوع النصرة التي هي حادثة دون العلم فانه تعالى عالم بكل شيء لم يزل.
[مسألة]
وربما قالوا في قوله تعالى (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة) أليس يدل ذلك على ان الرأفة والرحمة من خلق الله تعالى؟ وجوابنا ان المراد بذلك ما لا ينكر أنه من قبله وهو لين القلب وما به يفارق الرحيم غيره فلا يدل على ما قالوه.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به) كيف يصح وقوع المشي بالنور؟ وجوابنا أن المراد بهذا المشي التصرف أجمع. لأن ذلك لا يصح إلا بالنور الذي ينفصل من الشمس وبالعقل الذي يوصف بذلك مجازا وبعد فإن حمل على الظاهر جاز لأن المشي يحتاج صحيحه ومقصوره الى ضياء ليقع على الوجه الصحيح وقوله جل وعز (لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله) لا يدل على ان أفعال العباد يخلقها الله تعالى وذلك لأن المراد بهذا الفضل النعم التي هي الاجسام فيدخل فيها الاكل والشرب واللباس وغيرها.
تنزيه القرآن (27)
Shafi 417