Tanzih Alkur'ani
تنزيه القرآن عن المطاعن
Nau'ikan
وربما قيل في قوله تعالى (جعل فيها زوجين اثنين) ما الفائدة في قوله اثنين وقد عقل ذلك مما تقدم. وجوابنا انه تأكيد يفيد فائدة زائدة لأن الزوجين قد يراد بهما أربعة فبين بقوله اثنين المراد وهو خلقه من كل شيء الذكر والانثى وما يجري مجراه وفي قوله (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل) دلالة على نعمه وان الواجب التفكر فيها ليستدل بها على قدرته وليعرف ما يلزم من شكره وعبادته وجعل جل وعز ذلك مبطلا لقول من أنكر الاعادة فلذلك قال (وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد).
[مسألة]
وربما قيل ما فائدة قوله تعالى (وأولئك الأغلال في أعناقهم) وانما يحسن ذلك منا لانا لا نقدر على التعذيب والمنع الا بالآلات.
وجوابنا انه تعالى يزجر المكلف عن المعاصي بما جرت العادة أن يعظم خوفه لاجله كما يرغب في الطاعة بما جرت العادة به من الملاذ والمناظر والا فهو قادر على أن يؤلم المعاقب بغير هذه الامور.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (وكل شيء عنده بمقدار) أما يدل ذلك على ان كل شيء مخلوق من جهته. وجوابنا انه تعالى ذكر ذلك بقوله (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد) فبين بعده ان كل شيء عنده بمقدار لانه عالم بكل ذلك وقد يقال عنده ويراد به في علمه كما يقال ذلك ويراد القدرة ويراد الفعل ولذلك قال بعده (سواء منكم من أسر القول ومن جهر به).
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) أليس ذلك يدل على انه الفاعل لهذه التغيرات.
وجوابنا انه أضافها اليهم كما أضافها الى نفسه والمراد انهم اذا غيروا طريقتهم في الشكر والطاعة غير الله تعالى أحوالهم بالمحن وغيرها زجر بذلك المكلف عن المعاصي. فان قيل فقال بعده (وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له) وذلك يدل على ان السوء من عنده. وجوابنا ان المراد المحن والشدائد وتوصف بالسوء مجازا وليس في الآية انه يفعل ذلك وانما فيها انه اذا أراده لا مرد له لان ما يريده الله تعالى يكون أبدا بالوجود أولى اذا كان ذلك المراد من فعله. فأما اذا أراد من عباده الطاعات فانما يريدها على وجه اختيار وقد يجوز أن لا تقع لسوء اختيار المكلف.
Shafi 200