119

وهو مليم ) [الصافات : 37 / 142] ، وكذلك في قوله تعالى لنبيه عليه السلام : ( فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت ) [القلم : 68 / 48].

وكذلك في قولة نبينا عليه السلام (1): حمل أخي يونس أعباء الرسالة فانفسخ تحتها كما ينفسخ الربع.

** قلنا :

وقد جاء في الخبر أنه عليه السلام قال : «والذي نفسي بيده لو لم يبلغ نبي الرسالة إلى قومه لعذب بعذاب قومه أجمعين» ، نقل على المعنى وإنما كانت لقومه لما نال منهم من الأذية ، فاحتمل أذاهم حتى ضاق صدره ، ويئس من فلاحهم ، ففر بنفسه بعد ما بلغ غاية التبليغ كما أمره الله تعالى.

ثم غلب ظنه لسعة حلم الله تعالى ألا يطلبه بذلك الفرار لكونه قد أدى ما عليه ، وهو معنى قوله تعالى : ( فظن أن لن نقدر عليه ) [الأنبياء : 21 / 87] أي أن لن نضيق عليه. قال تعالى : ( ومن قدر عليه رزقه ) [الطلاق : 65 / 7] أي ضيق. وقال تعالى : ( أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) [الزمر : 39 / 52] أي يضيق.

ويحتمل أنه ظن أن قدرة الله تعالى لم تتعلق بإيلامه وسجنه تفضلا منه ، وأنه تعالى يعفو عنه في ذلك الفرار ، فوقع خلاف ظنه.

وهذا هو الذي يجوز أن يعتقده الأنبياء ، وأن يعتقد فيهم.

وفي اللغة تفسخ الربع تحت الحمل الثقيل وذلك إذا لم يطقه.

والربع : ما ولد من الإبل في الربيع.

Shafi 129