[١٥٣] عَن أبي حَازِم اسْمه سَلمَة بن دِينَار عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ أَنه قَالَ ساعتان يفتح لَهما أَبْوَاب السَّمَاء قَالَ بن عبد الْبر هَذَا الحَدِيث مَوْقُوف فِي الْمُوَطَّأ عِنْد جمَاعَة الروَاة وَمثله لَا يُقَال من جِهَة الرَّأْي وَقد رَوَاهُ أَيُّوب بن سُوَيْد وَمُحَمّد بن مخلد وَإِسْمَاعِيل بن عَمْرو عَن مَالك مَرْفُوعا وَرُوِيَ من طرق مُتعَدِّدَة عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ فَذكره قلت وَمن بعض طرقه المرفوعة أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَلأبي نعيم فِي الْحِلْية من حَدِيث عَائِشَة مَرْفُوعا ثَلَاث سَاعَات للمرء الْمُسلم مَا دَعَا فِيهِنَّ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ مَا لم يسْأَل قطيعة رحم أَو مأثما حِين يُؤذن الْمُؤَذّن بِالصَّلَاةِ حَتَّى يسكت وَحين يلتقي الصفان حَتَّى يحكم الله بَينهمَا وَحين ينزل الْمَطَر حَتَّى يسكن قَالَ الْبَاجِيّ قَوْله يفتح لَهما يحْتَمل أَن يُرِيد يَقع فيهمَا وَإِن يُرِيد يفتح من أجل فضيلتهما وَقل دَاع ترد عَلَيْهِ دَعوته قَالَ الْبَاجِيّ إِخْبَار بِأَن الْإِجَابَة فِي هذَيْن الْوَقْتَيْنِ هِيَ الْأَكْثَر وَإِن رد الدُّعَاء فيهمَا ينْدر وَلَا يكَاد يَقع قلت بل قل هُنَا للنَّفْي الْمَحْض كَمَا هُوَ أحد استعمالاتها قَالَ بن مَالك فِي التسهيل وَغَيره ترد قل للنَّفْي الْمَحْض فَترفع الْفَاعِل متلوا بِصفة مُطَابقَة لَهُ نَحْو قل رجل يَقُول ذَلِك وَقل رجلَانِ يَقُولَانِ ذَلِك وَهِي من الْأَفْعَال الَّتِي منعت التَّصَرُّف وَسُئِلَ مَالك عَن تَسْلِيم الْمُؤَذّن على الامام ودعائه إِيَّاه للصَّلَاة وَمن أول من سلم عَلَيْهِ فَقَالَ لم يبلغنِي أَن التَّسْلِيم كَانَ فِي الزَّمَان الأول قَالَ الْبَاجِيّ أَي لم يكن فِي زمن النَّبِي ﷺ وَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي ﵃ وَإِنَّمَا كَانَ الْمُؤَذّن يُؤذن فَإِن كَانَ الامام فِي شغل جَاءَ الْمُؤَذّن فاعلمه باجتماع النَّاس للصَّلَاة دون تكلّف وَلَا اسْتِعْمَال فَأَما مَا يتَكَلَّف الْيَوْم من وقُوف الْمُؤَذّن بِبَاب الْأَمِير وَالسَّلَام عَلَيْهِ وَالدُّعَاء للصَّلَاة بعد ذَلِك فَإِنَّهُ لِمَعْنى المباهاة وَالصَّلَاة تنزه عَن ذَلِك وَقد قَالَ القَاضِي أَبُو الْحق فِي مبسوطه عَن عبد الْملك بن الْمَاجشون ان كَيْفيَّة السَّلَام السَّلَام عَلَيْك أَيهَا الْأَمِير وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته الصَّلَاة يَرْحَمك الله وَقد قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق رُوِيَ أَن عمر أنكر على أبي مَحْذُورَة دعاءه إِيَّاه إِلَى الصَّلَاة وَأول من فعله مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان ﵁ انْتهى وَقَالَ بن عبد الْبر أول من فعل ذَلِك مُعَاوِيَة أَمر الْمُؤَذّن أَن يشعره ويناديه فَيَقُول السَّلَام على أَمِير الْمُؤمنِينَ الصَّلَاة يَرْحَمك اله وَقيل أَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة أول من فعل ذَلِك قَالَ وَالْأول أصح وَفِي الخطط للمقريزي قَالَ الْوَاقِدِيّ وَغَيره كَانَ بِلَال يقف على بَاب رَسُول الله ﷺ يعد الْأَذَان فَيَقُول السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله الصَّلَاة يَا رَسُول اله فَلَمَّا ولى أَبُو بكر كَانَ سعد الْقرظ يقف على بَابه فَيَقُول السَّلَام عَلَيْك يَا خَليفَة رَسُول اله الصَّلَاة يَا خَليفَة رَسُول الله فَلَمَّا ولي عمر ولقب أَمِير الْمُؤمنِينَ كَانَ الْمُؤَذّن يقف على بَابه وَيَقُول السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ إِن عمر أَمر الْمُؤَذّن فَزَاد فِيهَا رَحِمك الله وَيُقَال إِن عُثْمَان زَادهَا وَمَا زَالَ المؤذنون إِذا أذنوا سلمُوا على الْخُلَفَاء وأمراء الْأَعْمَال ثمَّ يُقِيمُونَ الصَّلَاة بعد السَّلَام فَيخرج الْخَلِيفَة أَو الْأَمِير فَيصَلي بِالنَّاسِ هَكَذَا كَانَ الْعَمَل مُدَّة أَيَّام بني أُميَّة ثمَّ مُدَّة أَيَّام بني الْعَبَّاس حَتَّى ترك الْخُلَفَاء الصَّلَاة بِالنَّاسِ فَترك ذَلِك انْتهى وَفِي الْأَوَائِل للعسكري من طَرِيق الْوَاقِدِيّ عَن بن أبي قَالَ قلت لِلزهْرِيِّ من أول من سلم عَلَيْهِ فَقيل السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَرَحْمَة اله وَبَرَكَاته حَيّ على الصَّلَاة حَيّ على الْفَلاح الصَّلَاة يَرْحَمك الله فَقَالَ مُعَاوِيَة بِالشَّام ومروان بن الحكم بِالْمَدِينَةِ
[١٥٤] مَالك أَنه بلغه أَن الْمُؤَذّن جَاءَ عمر بن الْخطاب يُؤذنهُ لصَلَاة الصُّبْح فَوَجَدَهُ نَائِما فَقَالَ الصَّلَاة خير من النّوم فَأمره عمر فَجَعلهَا فِي نِدَاء الصُّبْح قَالَ بن عبد الْبر لَا أعلم أحدا روى هَذَا عَن عمر من وَجه يحْتَج بِهِ وَتعلم صِحَّته وَإِنَّمَا جَاءَ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن رجل يُقَال لَهُ إِسْمَاعِيل لَا أعرفهُ قَالَ والتثويب مَحْفُوظ مَعْرُوف فِي أَذَان بِلَال وَأبي مَحْذُورَة فِي صَلَاة الصُّبْح للنَّبِي ﷺ قلت روى بن ماجة من حَدِيث بن الْمسيب عَن بِلَال أَنه أَتَى النَّبِي ﷺ يُؤذنهُ لصَلَاة الْفجْر فَقيل هُوَ نَائِم فَقَالَ الصَّلَاة خير من النّوم مرَّتَيْنِ فأقرت فِي تأذين الْفجْر فَثَبت الْأَمر على ذَلِك وروى بَقِي بن مخلد عَن أبي مَحْذُورَة قَالَ كنت غُلَاما صَبيا فَأَذنت بَين يَدي رَسُول الله ﷺ الْفجْر يَوْم حنين فَلَمَّا انْتَهَيْت إِلَى حَيّ على الْفَلاح قَالَ ألحق فِيهَا الصَّلَاة خير من النّوم والأثر الَّذِي ذكره مَالك عَن عمر أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه من طَرِيق وَكِيع فِي مُصَنفه عَن الْعمريّ عَن نَافِع عَن بن عمر عَن عمر وَعَن سُفْيَان عَن مُحَمَّد بن عجلَان عَن نَافِع عَن بن عمر عَن عمر أَنه قَالَ لمؤذنه إِذا بلغت حَيّ على الْفَلاح فِي الْفجْر فَقل الصَّلَاة خير من النّوم الصَّلَاة خير من النّوم
[١٥٥] عَن عَمه أبي سهل بن مَالك عَن أَبِيه أَنه قَالَ مَا أعرف شَيْئا مِمَّا أدْركْت النَّاس عَلَيْهِ قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد الصَّحَابَة إِلَّا النداء بِالصَّلَاةِ قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد أَنه بَاقٍ على مَا كَانَ عَلَيْهِ لم يدْخلهُ تَغْيِير وَلَا تَبْدِيل بِخِلَاف الصَّلَاة فقد أخرت عَن أَوْقَاتهَا وَسَائِر الْأَعْمَال دَخلهَا التَّغْيِير
1 / 71