[١٥١] فَإِذا كنت فِي غنمك أَو باديتك قَالَ الرَّافِعِيّ يحْتَمل أَن يكون شكا من الرَّاوِي وَيحْتَمل أَن يُرِيد فِي غنمك أَو فِي باديتك بَعيدا عَن الْغنم أَو بِلَا غنم قَالَ مغلطاي والبادية هِيَ الصَّحرَاء لاتي لَا عمَارَة فِيهَا لَا يسمع مدى صَوت الْمُؤَذّن المدى بِفَتْح الْمِيم وَالْقصر الْغَايَة والمنتهى قَالَ الْبَيْضَاوِيّ غَايَة الصَّوْت يكون للمصغي من انتهائه فَإِذا شهد لَهُ من بعد عَنهُ وَوصل إِلَيْهِ مُنْتَهى صَوته فَلِأَن يشْهد لَهُ من دنا مِنْهُ وَسمع مبادي صَوته أولى جن قَالَ الرَّافِعِيّ يشبه أَن يُرِيد مُؤمن الْجِنّ وَأما غَيرهم فَلَا يشْهدُونَ للمؤذن بل يغيرون وينفرون من الْأَذَان وَلَا أنس قَالَ القَاضِي عِيَاض قيل هُوَ خَاص بِالْمُؤْمِنِينَ فَأَما الْكفْر فَلَا شَهَادَة لَهُ قَالَ وَهَذَا لَا يسلم لقائله لما جَاءَ فِي الْآثَار من خِلَافه وَلَا شَيْء قَالَ الْبَاجِيّ يحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ سَائِر الْحَيَوَانَات لِأَنَّهُ الَّذِي يَصح أَن يسمع صَوته وَقَالَت طَائِفَة الحَدِيث على عُمُومه فِي سَائِر الْحَيَوَانَات والجماد وَإِن الله تَعَالَى يخلق لَهَا إدراكا للاذان وعقلا وَمَعْرِفَة كَقَوْلِه تَعَالَى وَإِن من شَيْء إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ قلت وَيشْهد لَهُ مَا فِي رِوَايَة بن خُزَيْمَة لَا يسمع صَوته شجر وَلَا مدر وَلَا حجر وَلَا جن وَلَا إنس وَلأبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة الْمُؤَذّن يغْفر لَهُ مدى صَوته وَيشْهد لَهُ كل رطب ويابس وَنَحْوه للنسائي من حَدِيث الْبَراء وَصَححهُ بن السكن إِلَّا شهد لَهُ يَوْم الْقِيَامَة قَالَ الزين بن الْمُنِير السِّرّ فِي هَذِه الشَّهَادَة مَعَ أَنَّهَا تقع عِنْد عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة أَن أَحْكَام الْآخِرَة جرت على نعت أَحْكَام الْخلق فِي الدُّنْيَا من تَوْجِيه الدَّعْوَى وَالْجَوَاب وَالشَّهَادَة وَقَالَ التوربشتي المُرَاد من هَذِه الشَّهَادَة إشهار الْمَشْهُود لَهُ يَوْم الْقِيَامَة بِالْفَضْلِ وعلو الدرجَة وكما أَن الله يفضح بِالشَّهَادَةِ قوما فَكَذَلِك يكرم بِالشَّهَادَةِ آخَرين وَقَالَ الْبَاجِيّ فَائِدَة ذَلِك أَن من يشْهد لَهُ يكون أعظم أجرا فِي الْآخِرَة مِمَّن أذن فَلم يسمعهُ من يشْهد لَهُ قَالَ أَبُو سعيد سمعته من رَسُول الله ﷺ قَالَ الرَّافِعِيّ يَعْنِي أَنه لَا يسمع إِلَى آخِره قلت وَقد بَينه بن خُزَيْمَة فِي رِوَايَته وَلَفظه قَالَ أَبُو سعيد إِذا كنت فِي الْبَوَادِي فارفع صَوْتك بالنداء فَانِي سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول لَا يسمع إِلَى آخِره وَرَوَاهُ يحيى الْقطَّان عَن مَالك بِلَفْظ أَن النَّبِي ﷺ قَالَ إِذا أَذِنت فارفع صَوْتك فَإِنَّهُ لَا يسمع إِلَى آخِره قَالَ الْحَافِظ بن حجر فَالظَّاهِر أَن ذكر الْبَادِيَة وَالْغنم وقُوف
1 / 68