الجواب ١٣ أ/: أنه قد يكون حقًا ولا يكون حقيقة، ويكون باطلًا ويكون حقيقة، والدليل عليه أن فرعون أخبر الله تعالى عنه في القرآن فقال: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ﴾، فمعلوم أن هذا باطل وإن كان حقيقة، وعكس هذا قول النبي ﷺ: "يا أنجشه رفقًا بالقوارير" ومعلوم أن كلام النبي ﷺ حق، (لكن ليس هو) حقيقة لأن القوارير هي غير النساء.
٩٨ - فصل: والذي يفرق (به) بين الحقيقة والمجاز شيئان أحدهما: نص أهل اللغة، والثاني: الاستدلال.
فأما نص أهل اللغة فهو ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يقولوا هذا حقيقة وهذا مجاز.
الثاني: أن يحدوا حدًا للحقيقة وحدًا للمجاز.
الثالث: أن يضعوا كلمة فيقولوا هذه حقيقة فما زاد عليها ونقص منها أو تغيرت صفتها صارت مجازًا.
وأما الاستدلال فيحصل من وجهين: