ومن تأمل في طريق عتابه تعالى إياه ﵊ في مواضع العتاب - كقوله تعالى: ﴿عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ﴾ ١ فإنْ فيه ما لا يخفى من لطف الكناية عن خطئه ﵊ في الإذن تعظيمًا لشأنه - لا يخطر بباله مثل ذلك الوهم، وإنّما قلنا على ما ذكرنا، إذ لابدّ من اعتباره شرطًا زائدًا على ما ذكروا في تفسير الالتفات٢.
قال صاحب التلخيص٣: والمشهور أن الالتفات هو التعبير عن٤ معنى بطريق من الثلاثة بعد التعبير عنه بآخر منها٥. وقال الفاضل التفتازاني٦ - في شرحه، "بشرط أن يكون التعبير الثاني على خلاف مقتضى الظاهر"٧ وفي المفتاح:
"ويسمّى هذا النقل التفاتًا عند علماء علم المعاني"٨.
_________
١ من آية (٤٣) من سورة التوبة.
٢ في (د) الالتفاب.
٣ هو محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد، أبو المعالي، جلال الدين القزويني، المعروف بخطيب دمشق، من العلماء الفقهاء، ولي القضاء في ناحية الروم ثم دمشق ثم مصر، ولد ٦٦٦هـ وتوفي سنة ٧٣٩هـ من تصانيفه: (تلخيص المفتاح) و(الإيضاح) وهو شرح للتلخيص.
- بغية الوعاة ١/١٥٦- ١٥٧.- الأعلام ٦/١٩٢.
٤ هنا سقط في (م) من قوله: التعبير عن إلى قوله (الثاني) .
٥ التلخيص: ٨٦.
٦ هو مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني، سعد الدين، من أئمة العربية والبيان، ولد بتفتازان سنة ٧١٢هـ، وأجاد في علوم كثيرة وصنف فيها ومنها: النحو والصرف والمنطق والبلاغة والأصول، من أشهر تصانيفه: (المطوّل) وهو شرح لكتاب التلخيص، مات بسمرقند سنة ٧٩١هـ.
- بغية الوعاة ٢/٢٨٥ والأعلام ٧/٢١٩.
٧ المطوّل على التلخيص (١٣١) شرح التلخيص المعروف بمختصر المعاني مطبوع بها من التلخيص (٨٧) .
٨ المفتاح: ١٩٩ بشرح نعيم زرزور.
1 / 342