على وفق إشارة١ صاحب الكشاف٢، بوجود الالتفات في قوله تعالى٣: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى﴾ ٤ فإنَّ العدول فيه عن مقتضى٥ ظاهر الكلام، حيث كان سباقه، وهو قوله تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى﴾ ٦ على صيغة الغيبة، لا عن مقتضى ظاهر المقام، لأن مقتضاه٧ الخطاب في الموضعين، ونكتة العدول عن مقتضى الظاهر بحسب المقام، التعظيم للنبي ﵊، والتلطيف في تأديبه بالعدول عن الخطاب في مقام العتاب، والإباء عن المواجهة بما فيه الكراهة.
وأمّا ما قيل: "في الإخبار عمّا فرط منه، ثم الإقبال عليه دليل على زيادة الإنكار، كمن يشكو إلى الناس جانيًا جنى عليه، ثم يقبل على الجاني إذا حمي في الشكاية مواجهًا له بالتوبيخ، وإلزام الحجة"٨ فوهم، لا ينبغي أن يذهب إليه فهم.
_________
١ في (م) شأن.
٢ انظر إشارة صاحب الكشاف في ٤/٢١٨ حيث قال: (وفي الإخبار عما فرط منه ثم الإقبال عليه بالخطاب..) .
٣ ليس في (د) .
٤ آية (٣) من سورة عبس. انظر أنوار التنزيل وأسرار التأويل (٢/٥٤٠) فقد صرح البيضاوي بوجود الالفتات في هذه الآية وذلك لمجيئها بعد قوله تعالى ﴿عبَسَ وَتَوَلّى﴾ وهو واضح.
٥ سقط من هنا إلى قوله لا عن مقتضى ظاهر المقام من (م) .
٦ آية (١-٢) من سورة عبس.
٧ في (م) مقتضاء.
٨ في (د) الجهة، وهذا القول ورد عند الزمخشري في تفسيره ٤/٢١٨.
1 / 341