والأقاويل الشعرية هى الأقاويل المخيلة. وأصناف التخييل والتشبيه ثلاثة: اثنان بسيطان، وثالث مركب منهما. اما الاثنان البسيطان فأحدهما تشبيه شىء بشىء وتمثيله به؛ وذلك يكون فى لسان لسان بألفاظ خاصة عندهم، مثل: كأن، وإخال، وما أشبه ذلك فى لسان العرب، وهى التى تسمى عندهم حروف التشبيه. وإما أخذ الشبيه بعينه بدل الشبيه، وهو الذى يسمى الإبدال فى هذه الصناعة، وذلك مثل قوله تعالى: « وأزواجه أمهاتهم»، ومثل قول الشاعر:
هو البحر من أى المواضع أتيته
وينبغى أن تعلم أن فى هذا القسم تدخل الأنواع التى يسميها أهل زماننا استعارة وكناية، مثل قول الشاعر:
وعرى أفراس الصبا ورواحله
ومثل قوله تعالى: « أو جاء أحد منكم من الغائط». إلا أن الكنايات — أكثر ذلك — هى إبدالات من لواحق الشىء؛ والاستعارة هى إبدال من مناسبه، أعنى إذا كان شىء نسبته إلى الثانى نسبة الثالث إلى الرابع فابدال اسم الثالث إلى الأول وبالعكس.
وقد تقدم فى كتاب «الخطابة» من كم شىء تكون الإبدالات.
Shafi 202