Takaitaccen Littafin Sama da Duniya

Averroes d. 595 AH
91

Takaitaccen Littafin Sama da Duniya

تلخيص كتاب السماء والعالم

Nau'ikan

Falsafa

[ 37 و: ع ] ولما تبين له أن الكون ليس يوجد لجميع الأجسام وإنما يوجد لبعضها، أخذ يطلب لأي الأجسام يوجد الكون، وما أسباب وجوده، فقال: انه لما كانت المعرفة بالشيء المركب إنما تحصل بمعرفة الاسطقسات والمبادئ التي تركب منها الشيء وهي موجودة فيه، فقد ينبغي أن نفحص عن هذا المعنى في المتكونات المركبة، أعني أن نبحث عن مبادئ الكون فيها واسطقساتها، فلنبحث أولا هل يجب أن توجد، أم هل هذه المبادئ لجميع الأشياء الكائنة المركبة، أم ليس ذلك بواجب في جميعها، وإن كان ذلك واجبا فما هي وكم هي، وهو يجعل مبدأ الفحص عن ذلك المعنى من معرفة الاسطقس، وشرح ما يدل عليه اسمه المتفق عليه عند جميع الناس فيقول: إنهم اتفقوا على أن الأسطقس هو الذي تنحل إليه جميع المركبات أخيرا أولا وبالذات، ولا ينحل هو إلى شيء أبدا. واختلفوا هل هو معاد في المركبات بالقوة أو بالفعل، وذلك أن التركيب ان كان على جهة الاجتماع، كما يراه كثير من القدماء، كان الأسطقس موجودا في المركب بالفعل، وإن كان على جهة الاختلاط، كما يراه المشاؤون، كان موجودا فيه بالقوة. وقد يظهر أن هذا الحد مطابق للأسطقس أن جميع الناس انما يطلقون اسم الأسطقس على هذا المعنى، كان كلامهم في الأمور الصناعية أو في الأمور الطبيعية أو في الأمور الموجودة على الاطلاق. وإذا كان الأسطقس هو آخر ما تنحل إليه الأجسام بالذات لا بالعرض، فيجب ضرورة أن يكون جسما بسيطا. ولما كان يظهر من أمر الأجسام المركبة الطبيعية انها تنحل إلى أشياء على هذه الصفة انحلال الحيوان والنبات إلى الأجسام المتشابهة الأجزاء وانحلال المتشابهة الأجزاء إلى الماء والأرض والنار والهواء، وكان ظاهرا من أمر هذه انها لا تنحل إلى جسم آخر، فبين أن في الأجسام المركبة الطبيعية أشياء بهذه الصفة أعني أسطقسات. ولما كان الأسطقس هو الذي ينحل أخيرا إليه الجسم الطبيعي، وجب أن يكون هو الذي منه تتكون جميع الأجسام، على أنه موجود فيها اما بالقوة واما بالفعل، ولذلك ليس يلزم أن يكون < أن > كل ما يتكون منه الشيء أسطقس له حتى نشرط له هذا الشرط الثاني، أعني أن يكون جزء من المكون اما بالقوة واما بالفعل ولذلك... النار تتكون من الخشبة، والخشبة من النار، ونقول أن النار أسطقس الخشبة وليس نقول أن الخشبة أسطقس النار، إذ كانت النار ليست تنحل إلى الخشبة في وقت من الأوقات، والخشبة تنحل إلى النار، ولا الخشبة موجودة في النار على أنها جزء منها لا بالقوة ولا بالفعل. فقد تبين من هذا القول أن في الأجسام المركبة أجساما بهذه الصفة، وهي المسماة أسطقسات، فإن هذه الأجسام البسيطة موجودة كما تبين ذلك في أول هذا الكتاب.

المطلب الثاني:

Shafi 307