Takaitaccen Littafin Sama da Duniya
تلخيص كتاب السماء والعالم
Nau'ikan
ولما كان قد ذكر فيما تقدم آراء القدماء في الكون، أخذ يبين رأيه في ذلك فقال: اما ان الكون يوجد لبعض الأشياء فشيء ظاهر بالحس، والذين رفعوا وجود الكون لم ينفوه عن المحسوسات وإنما نفوه عن أمور ظنوا أنها المحسوسات، واما انه ليس جميع الأشياء يقع تحت الكون فذلك يظهر مما نقوله هاهنا: وذلك أن كل كائن اما أن يكون جسما / وإما أن يكون في جسم، فإن كانت جميع الأشياء متكونة بعد أن لم توجد وجب أن يكون الجسم بأسره متكونا على الاطلاق، أعني أن يتكون من لا جسم. وإذا كان ذلك كذلك وجب أن يتقدم كون الجسم فراغ وخلاء فيه يتكون، إذ المكان من ضرورة المتكون، وذلك أن الجسم لا يخلو أن يتكون من الجسم بالفعل أو من الجسم بالقوة أو من غير جسم أصلا. فإن فرضناه متكونا من جسم بالفعل لزم ضرورة أن يكون مكان المتكون هو بعينه مكان الجسم المتكون منه، شبه الهواء الذي في القدح يعود ماء، وان كان من جسم موجود بالقوة أو من غير جسم أصلا لزم ضرورة أن يكون هنالك خلاء مفارق فيه يتكون الجسم، وذلك محال، مع أن كون جسم من لا جسم على الاطلاق مستحيل، وكذلك كون جسم من جسم بالقوة أعني من هيولي دون صورة، لأن الهيولي لا يمكن فيها أن تتعرى عن الصورة لأنه لو تعرت عن الصورة لكان ما لا يوجد بالفعل موجودا، وذلك مستحيل.
الجملة الخامسة
وهذه الجملة فيها ثلاثة مطالب: المطلب الأول: يبين فيه أن للموجودات المركبة أوائل واسطقسات. المطلب الثاني: يبين فيه أن الاسطقسات والأوائل يجب أن تكون متناهية. المطلب الثالث: يبين فيه أن هذه الأوائل أكثر من واحد.
المطلب الأول
Shafi 306