[تعظيم المؤمن]
فرع: ويستحق الموالاة والتعظيم من ظهر في حالة الإيمان، وإن كان باطنه مخالفا لقوله عليه السلام: (نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر) ، ومن ثم صح أن يحكم للمكلف أنه حط عن مرتبته التي يستحقها من التعظيم لما يظهر من حاله، وإن كان لا يصح منه أن يعتقد أنه مستحق للتعظيم في نفس الأمر، كما لا يقطع أنه من أهل الجنة، بل يعلم أنه يستحق من غيره التعظيم بالنظر إلى ما يظهر منه من حسن الطريقة، فإن لم يفعل له ما يستحق بالنظر إلى ظاهره، فقد حط عن مرتبته، وليس له أن يطلب تبليغه تلك المرتبة، إلا حيث لم يعلم أنه يستحق الإهانة، لئلا يطلب ما ليس له، فإن لم يعلم أنه يستحق الإهانة فله المطالبة بما يستحق لظاهر حاله في الإيمان، لأن التعظيم مستحق لمن يعلم فسقه من المؤمنين، فله طلب ما يستحقه، والغضب من الاستخفاف به إذ هو ظلم حنيئذ.
Shafi 48