والحاشر والماحى والعاقب والمقفي والخاتم. ففي هذا الحديث هي ثلاثة عشر اسما ولم يذكر نبى التوبة ولا نبى الملحمة، فيكون بهما خمسة عشر اسما.

وسماه عيسى فى الإنجيل روح الحق ، وسماه ايضا المنحمنا ، ذكره ابن إسحاق وسماه أشعيا النبى راكب الجمل، وسماه الكاهن ، وصاحب الهراوة . ووقع في السير أنه بالرومية : البر قليطس، فهذه خمسة أسماء تضاف إلى خمسة عشر المتقدمة، فتبلغ أسماؤه عشرين اسما.

ويسمى أيضا صاحب الساعة وصاحب الشفاعة، وقد سماه الله عز وجل رعوفا ورحيما وشاهدا ومبشرا وسراجا منيرا. وقد روى أن من أسمائه طه ويس والمزمل والمدثر وعبد الله ونون والفاتح والكافي والمقيم وقثم أي الجامع اللخير. وإذا اشتقت أسماؤه من صفاته كثرت جدا صلوات الله وسلامه عليه .

فإن قيل : فكيف قال رسول الله : لي خمسة أسماء، وقد بلغت أكثر من ذلك ؟

فللناس عن ذلك، جوابان أحدهما : أن الحديث مروي على المعنى ، وليس ذكر العدد فيه من لفظ النبي ، ولكن لما وجد الراوي أسماءه في الحديث خمسة ذكر العدد تنبيها للمعنى، ورواية الحديث على المعنى جائزة عند أكثر الرواة واستدل صاحب هذا القول بأن هذا الحديث قد روى مسندا ولم يذكر فيه عدد .

قال المؤلف وهذا عندي فيه نظر؛ لأنه لا ترد رواية من زاد برواية من أسقط، والزيادة من العدل مقبولة، ولا يحمل الحديث علي المعنى ماوجد إلى حمله على اللفظ سبيل.

والجواب الثانى، وهو الأظهر عندي : أنه إذا قال : لى خمسة أسماء فلا يخرج من هذا أنه ليس له أسماء سواها فقد تخص هذه الخمسة بالذكر في وقت بمعنى ما إما لعلم السامع بما سواها فكأنه قال لى خمسة أسماء زائدة على ماتعلم أو لفضل فيها كأنه قال : لى خمسة أسماء فاضلة معظمة، أو لشهرتها كأنه قال : لي خمسة أسماء مشهورة أو لغير ذلك بما يحتمله اللفظ من المعاني ،

Shafi 201