أحدا، وقتل أباه يومئذ بعض المسلمين وهو يحسبه من المشركين، فتصدّق ابنه حذيفة بديته على من أصابه من المسلمين.
قلت: قاله في اسم والده، وذكره ابن إسحاق في «السير» أيضا.
وقال أبو الفرج الجوزي رحمه الله تعالى في «الصفوة» (١: ٢٤٩) في سبب غيبته عن حضور بدر قال: خرج حذيفة وأبوه فأخذهما كفار قريش فقالوا: إنكما تريدان محمدا، فقالا: ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منهما عهدا ألا يقاتلا مع النبي ﷺ وأن ينصرفا إلى المدينة، فأتيا رسول الله ﷺ فأخبراه وقالا: إن شئت قاتلنا معك فقال: بل تفيان ونستعين بالله عليهم، ففاتهما بدر وشهد حذيفة أحدا وما بعدها.
قال أبو عمر: كان حذيفة من كبار أصحاب رسول الله ﷺ وهو الذي بعثه رسول الله ﷺ يوم الخندق ينظر إلى قريش، فجاءه بخبر رحيلهم، وهو معروف في الصحابة بصاحب سرّ رسول الله ﷺ. وكان عمر يسأله عن المنافقين، وينظر إليه عند موت من مات منهم، فإن لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها عمر.
مات حذيفة سنة ستّ وثلاثين «١» بعد قتل عثمان في أول خلافة عليّ، وقيل سنة خمس وثلاثين، والأول أصحّ، وكان موته بعد أن أتى نعي عثمان إلى الكوفة، ولم يدرك الجمل.
وفي «تاريخ بغداد» (١: ١٦٢) للخطيب: ولّاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵄ المدائن، فأقام بها إلى حين وفاته سنة ست وثلاثين بعد قتل عثمان بأربعين ليلة.
(١) ط: سنة ثلاث وثلاثين، وعلّق عليه بهامش النسخة من اسمه أحمد الصديق: هذا تخليط عجيب لا يدرى أمن المؤلف أم من غيره فعثمان مات سنة ٣٥ ... الخ.