باب كثرة التكرار وكثرة تتابع الإضافات ... والحق أنهما لا تخلان بفصاحة الكلام لذاتهما، فضلا عن أن يقال: حيثما وجدت إحداهما وجد الإخلال بالفصاحة، بل إن ثقل اللفظ بسببها على اللسان، فالإخلال إنما هو بالتنافر، وإلا فالكلام فصيح إن لم يوجد شيء آخر عن الفصاحة، ولا نسلم بأن مطلق كثرة التكرار وتتابع الإضافات ثقيل على (¬1) السمع يكرهه السمع، كلا بل إن تتنافر الحروف أو كان التكرار لغوا محضا. ولا نسلم بأن كراهة السمع مخلة بالفصاحة ولو بلا ثقل، وقد وقع تتابع الإضافات في القرآن كقوله تعالى { مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود } (¬2) وكقوله تعالى { والشمس وضحاها*والقمر إذا تلاها* } (¬3)
Shafi 45