وقال تعالى: {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا • أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا} [الإسراء: 56، 57]، قالوا: كان أقوام يدعون العزير والمسيح والملائكة، فأنزل الله هذه الآية (¬1).
فلما كان في دين سلف الأمة وأئمتها التوحيد المحض واتباع ما بعث الله به رسله، لم يكن معرفة تفصيل هذه الأمور من شأنهم ولا العمل بها؛ ولهذا كرهوها وإن لم يظهر فيها وجه الفساد؛ لخوفهم اشتمالها على الفساد. حتى اختلفوا في كفر من (¬2) يفعل ذلك.
فقال كثير من العلماء بكفر المعزمين وأنهم من جملة السحرة؛ وهذا قول القاضي أبي يعلى، وأبي /186ب/ الخطاب، وجدنا أبي البركات، وغيرهم (¬3)، قالوا: ومن تعلم السحر الذي يدعي به أن الجن تطيعه، وأنه يعزم عليها بطلسمات وأشياء يقولها، ويدخن بدخنة فتحضر وتفعل ما يأمرها، ويركب المكنسة لتطير به في الهواء، وأنه يخاطب الكواكب فتجيبه، وما أشبه ذلك، فإنه يكفر به. وهل تقبل توبته؟ على روايتين.
Shafi 20