(حديث: ((إن الله بعثني بالرحمة...)) ووجه الاستدلال به)
ومما يدل على تحريم تسليم الأموال إليهم أيضا [من السنة] قوله : ((إن الله بعثني بالرحمة واللحمة، وجعل رزقي في ظل رمحي، ولم يجعلني حراثا ولا تاجرا، ألا إن من شرار عباد الله الحراثون والتجار إلا من أخذ الحق وأعطى الحق)) ، رواه الهادي عليه السلام.
وروى نحوه أخوه عبد الله بن الحسين في كتاب (الناسخ والمنسوخ).
ووجه الاستدلال بذلك: أن المراد به من ترك الفرائض أو بعضها لأجل الحرث أو التجارة إما لا شتغاله بهما أو بأحدهما، أو لأنه لا يتم له شيء منهما إلا بالإخلال بشيء من الفرائض، نحو إن أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر أخافه الظلمة حتى لا يتم حرثه أو تجارته، فيؤثر حرثه أو تجارته، فيكدح في ذلك ويخل بفرائض الله سبحانه وتعالى الذي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،فيكون مؤثرا للحياة الدنيا على الآخرة،ويشهد بصحة ذلك قوله تعالى:{فأما من طغى، وآثر الحياة الدنيا، فإن الجحيم هي المأوى} [النازعات:37-39] فإذا كان ذلك دليلا على أن من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليستقيم حرثه أو تجارته، فهو من شرار عباد الله، وممن طغى وآثر الحياة الدنيا، فإن جهنم مأواه بصريح الآية، كان دلالة جميع ذلك على أن من أعطى قسطا من ماله يتقوى به أعضاد الظالمين على المناكير العظيمة من شرار عباد الله، وممن طغى وآثر الحياة الدنيا، وأن مأواه جهنم بطريق الأولى.
Shafi 319